مدار الساعة - محرر الشؤون المحلية - رغم المخاطر وظروف العمل الصعبة التي تواجههم يوميا، يستمر عمال الصرف الصحي في أداء أعمالهم وواجباتهم وتضحياتهم، الأمر الذي يدعونا إلى تقدير شامل لطبيعة عملهم، والحفاظ على أوضاعهم الصحية، والرفع من مستواهم الوظيفي، ومكانتهم الاجتماعية.
وعندما نسلط الضوء على هؤلاء الأبطال، نجدهم من أكثر الأشخاص المعرضين لعدوى الأمراض والأوبئة بسبب ظروف وطبيعة مهنتهم الخطيرة، فكان لا بد من توفير وسائل ومستلزمات الحماية والوقاية لهم، خوفا وحرصا عليهم، وتقديرا لذواتهم ومجهوداتهم.
من يراقب أبطال الصرف الصحي خلال أداء مهنتهم، يعلم أنهم يعملون بصمت ليجعلوا حياتنا أكثر راحة وصحة؛ يواصلون العطاء بلا توقف رغم الظروف الصعبة والمخاطر التي تواجههم يوميا.
عندما نرى عامل الصرف الصحي داخل "المنهل" الضيق، يقوم بعمله، نشعر بمدى معاناته وضيقه، حيث يصارع المساحات التي بالكاد تتّسع لجسده، مُحاطاً بالروائح الكريهة والرطوبة الخانقة، فضلا عن أن المعدّات الثقيلة التي يرتديها تتحوّل إلى قيودٍ تُعيق كل حركة بسيطة، فقفّازات تُثقل يديه، وخوذة تضغط على رأسه، وحذاءٌ يكاد يلتصق بالأرض الموحلة، ورغم كل هذا، يقف صامداً ليضمن لنا بيئة آمنة ونظيفة.
عندما نقرأ كلمة "المؤثر"، أو نسمعها، يتبادر إلى ذهننا، مشاهير الإنترنت، لما لهم من تأثير على رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لكن اليوم ظهر عندنا "مؤثر" جديد، في ميدان آخر، وهو بطل الصرف الصحي، فلتكن "أنت المؤثر"، حملة وطنية تكرم هذا البطل وترفع من شأنه وتعترف بجهده.
فرسالة المواطنين اليوم الموجهة إلى هذا البطل، تؤكد له أنه المؤثر دون تشويش أو فوضى، رسالة مليئة بالتقدير ونظرات الامتنان، عوضا عن أنها لحظة اعتراف بفضله، تعني له الكثير، لأن التقدير ليس رفاهية، بل حق لمن يستحقه.
ولأننا في شهر رمضان، شهر العطاء، فكيف لا نشكر من يمنحوننا العطاء كل يوم، من يعملون في الخفاء، يواجهون المخاطر، يتحملون التعب، كل ذلك من أجل أن نعيش في بيئة نظيفة وآمنة، فلا بد من الاعتراف بأهميتهم وأهمية ما يقومون به.
لا بد لكل واحد فينا، من التعبير عن تقدير هذا البطل، لنكون الصوت الذي ينصفه، فصحيح أن الامتنان يُصنع بالكلمات، لكنه يحس بالقلب، فهذا العمل الشاق ليس مجرد وظيفة، بل تضحيةٌ يومية تُذكرنا بضرورة تقدير هؤلاء الأبطال الخفيين، والحرص على دعمهم بكل الطرق.
واخيرا، فصحة وسلامة وكرامة أبطال الصرف الصحي، مسؤولية الجميع، فهم لا يتأخرون عن تلبية النداء مهما كانت المخاطر، لذلك من الضروري العمل على أن نوفر لهم المزايا والاهتمام والرعاية التي تحميهم من الأمراض والمخاطر الصحية.
