أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مختارة تبليغات قضائية مقالات أسرار ومجالس مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة جامعات دين مغاربيات خليجيات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

ساعة موسى

مدار الساعة,مناسبات أردنية,غرفة صناعة عمان
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - كتب: ناصر الصالح - في زاوية مختلفة من الزمن، حيث تتسابق الأيام وتمضي الساعات بلا اكتراث، هناك ساعة تقف وحدها، تحمل في طياتها معانٍ أكبر من مجرد ستين دقيقة تمرّ كما تمرّ غيرها.

إنها "ساعة موسى"، ليست مجرد وقت يُقتطع من جدول أعمال مزدحم، بل هي نافذة مفتوحة على المستقبل، حيث يجلس موسى الساكت، الاقتصادي وعضو غرفة صناعة عمان، ليس كمستثمر أو صاحب نفوذ، بل كمستمع وموجّه لشباب يحملون في عقولهم أفكارًا بحجم أحلامهم، وبحجم هذا الوطن.
في هذه الساعة الأسبوعية، لا يكتفي الساكت بفتح بابه، بل يفتح قلبه وعقله أيضًا، يستمع إلى أولئك الذين يجلسون أمامه، بعضهم بأفكار مبتكرة لم تجد طريقًا للتنفيذ، وبعضهم الآخر بمشاريع بدأت لكنها بحاجة إلى من يضيء لها الدرب.
شباب من مختلف المحافظات، من المدن الكبرى إلى القرى البعيدة، يحملون قصصهم وطموحاتهم بين أيديهم، ويبحثون عن فرصة، عن كلمة تحفيز، عن توجيه، أو ربما عن مجرّد مستمع يؤمن بأن ما لديهم ليس مجرد أحلام طائشة.
هذه الساعة ليست مجرد لقاء عابر، إنها استثمار طويل الأمد في الطاقات الشابة، حيث يتحوّل الحماس إلى خطط عمل، وتتحوّل الأفكار إلى مشاريع حقيقية. فيها يتجسد الإيمان بأن الشباب ليسوا عبئًا، بل هم ثروة وطنية تحتاج فقط إلى من يضعها في المسار الصحيح.
الساكت لا يقدّم وعودًا زائفة، ولا يرسم أحلامًا وردية، لكنه يضع الشباب أمام حقيقة الواقع، ويوجههم نحو الفرص المتاحة، ويدلّهم على الطرق التي يمكنهم أن يسلكوها بأقدام ثابتة وعزيمة لا تنكسر.
في زمن يعجّ بالوعود المنسية والخطابات الرنانة، تأتي "ساعة موسى" لتكون فعلًا لا قولًا، واقعًا لا شعارًا. هي ليست مجرد وقت يُسجَّل في جدول أعماله، بل رسالة بأن الريادة والابتكار لا يحتاجان إلى أموال طائلة أو دعم مؤسسات كبرى بقدر ما يحتاجان إلى إيمان، إلى يد تمتد، إلى عقل يفتح الأبواب بدلًا من أن يغلقها. وموسى الساكت في كل أسبوع يثبت أن الأردن لا يفتقر إلى العقول المبدعة، بل يفتقر إلى من يؤمن بها ويمدّ لها الجسور.
في نهاية كل ساعة، لا ينتهي اللقاء، بل تبدأ رحلة جديدة لكل من حضر. البعض يغادر بأمل جديد، والبعض الآخر بفكرة أو خطة عمل، وآخرون بكلمة قد تغيّر مسار حياتهم.
وهكذا، تستمر "ساعة موسى" لتكون أكثر من مجرد وقت مستقطع، بل لتكون نقطة تحوّل في حياة الكثيرين، ومساحة يلتقي فيها الحلم بالواقع، والطموح بالفرصة.


مدار الساعة ـ