مدار الساعة - كتب: فؤاد سعيد الشوابكة - موقف الأردن الثابت يعبّر عن إدراك عميق للظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة، ويؤكد على أهمية الاصطفاف الوطني في مواجهة التحديات الكبرى. فالأردن ليست مجرد دولة تُدافع عن مصالحها الوطنية فقط، بل هي أيضًا ضمير العالم العربي، وصوت الحق في الدفاع عن قضايا الشعب الفلسطيني.
إصرار القيادة الهاشمية على رفض تهجير الفلسطينيين يتماشى مع تاريخ طويل من التضامن ويدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة. هذا الموقف يعزز دور الأردن المحوري في المنطقة ويؤكد على استراتيجيتها في الحفاظ على السلام الإقليمي وحماية استقرار الدول العربية.
كما أن التفاف مؤسسات الدولة حول القيادة يعكس التنسيق العالي بين مختلف الأطياف السياسية والمدنية. فالمؤسسات والهيئات الوطنية، من البرلمان إلى النقابات، تساند القيادة في مواجهة أي محاولات لفرض حلول لا تراعي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مؤكدة على أن أمن الأردن واستقرار المنطقة لا يمكن المساس بهما.
الجيش الأردني، الذي يقدم التضحيات ، يقف اليوم كحارس أمين للأمن القومي، وهو مستعد لمواجهة أي تهديدات قد تمس استقرار البلاد أو تهدد مصالحها في المنطقة. القوات المسلحة الأردنية تتابع الأوضاع عن كثب، وتؤكد من خلال تحركاتها المستمرة أن هناك خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه عندما يتعلق الأمر بأمن الوطن.
من خلال هذه الوحدة الوطنية، تعزز الأردن مكانتها على الساحة الدولية، حيث تواصل بث رسائل حاسمة للعالم بأن حل القضية الفلسطينية لا يمكن أن يكون على حساب حقوق الفلسطينيين أو على حساب الأمن القومي العربي. الحل الأمثل، كما تؤكد الأردن، يكمن في إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
إن اللحظة الحالية تتطلب استمرار هذه الوحدة، فهي قوة الأردن الحقيقية في مواجهة التحديات. الشعب الأردني، بقيادته الحكيمة، يثبت للعالم أن التحديات مهما كانت صعبة، لا يمكن أن تفرق بين أبناء الوطن في سعيهم لحماية مصالحهم الوطنية وحماية قيم العدالة والسلام في المنطقة.