أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب مجتمع أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف مناسبات جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

ابو رمان يكتب: مقال عبدالهادي راجي المجالي وقصر النظر بالقراءة


ماجد ابو رمان

ابو رمان يكتب: مقال عبدالهادي راجي المجالي وقصر النظر بالقراءة

مدار الساعة ـ

وسط إنتقاد قصيري النظر لمقال عبدالهادي راجي المجالي الأخير أقول لعبدالهادي...

ما كتبه عبدالهادي راجي المجالي يُصيب جوهر الأزمة:

حين لا يلمس المسؤول التفاصيل، يفقد القدرة على الفهم، وحين يفقد الفهم يستعيض عنه بالخطابة، وحين تُستبدل الخبرة بالإنشاء، تتحول الدولة إلى منصة وعظ لا بيتًا للناس.

عبدالهادي.

ما كتبته ليس مقالًا عن “التسوّق”، ولا عن رزٍّ يُغسل أو يُنقع، ولا عن فتيلة صوبة أو قدحة ثوم. ما كتبته تشريحٌ قاسٍ للفجوة بين من يعيشون الدولة ومن يُدارون بها. أنت لم تسأل عن ذائقة المسؤول، بل عن أهليته الأخلاقية لفهم الناس.

سؤالك موجع لأنه بسيط:

من لا يعرف ثمن الحبة، كيف سيعرف ثمن القرار؟

ومن لم يختبر القلق أمام رف العروض، كيف سيتحدث عن “الصبر الوطني” بوجهٍ بارد؟

أصبت حين قلت إن الأردن لم يعد بلد طبقات، بل بلد مسافتين:

مسافة يعيشها المواطن بين حاجته وكرامته،

ومسافة يعيشها المسؤول بين المنبر والسيارة المظللة.

وهنا تتحول المعرفة اليومية—التفريق بين العصفر والكركم، بين البلدي والمُصنّع إلى وعيٍ سياسي أعلى من كل المحاضرات.

لستَ تُدين أشخاصًا، بل نمطًا معزولًا عن الحياة؛

نمطًا يستبدل التجربة بالثرثرة، والخدمة بالجاهة، والمعنى بالبروتوكول.

مسؤول لا يعرف سامح مول، لا يعرف وسط البلد،

ومن لا يعرف كيف يُدفّئ طفلًا في الشتاء، لن يفهم غضب أبٍ يرتجف وهو يعدّ ما تبقى في جيبه.

ما كتبته ليس سخرية، بل إنذار:

الدولة التي تُدار بعقول لم تختبر الهم اليوميّ،

تتحول إلى نصٍ جميل بلا حياة.

وأخطر ما في الأمر أن السلطة حين تنفصل عن التفاصيل،

تبدأ بهدوءٍ قاتل بفقدان شرعيتها، لا بصخب السقوط، بل ببرودة اللامبالاة.

عبدالهادي...

أنت لم تكتب ضد المسؤول،بل كتبت لصالح الدولة...

وهذا ما لا يغفره أصحاب المسافة العالية.

مدار الساعة ـ