ما قصة هذه الصورة في قصر الزعيم القطري العطية في الأردن

مدار الساعة - صورة تلخص حنين الماضي. الصورة المعلّقة في كل زاوية من صالونات قصر المرحوم باذن الله محمد بن عبدالله العطية في عمان تريد منك أن ترى ما يراه أصحاب القصر.

الصورة من عهد مضى. حفر في وجدان الأردنيين كلمة من حديد. الراحل الكبير الملك الحسين بن طلال مع المرحوم قائد الجيش القطري محمد عبد الله العطية، ومؤسس الحرس الأميري القطري، الملقب بالزعيم.

ففي الصورة معنى لا يفهمه إلا الأردني، وفي الصورة روحٌ لا يراها إلا القطري. تلك هي الحكاية التي نسجت علاقاتها بين الشقيقين منذ البدء.

أما نجله بندر بن محمد بن عبدالله العطية فيحب أن يوصف بابن الزعيم. بالطبع. من وهج العسكرية لوالده "الزعيم" إلى أمانة الدبلوماسية. الفرق واضح لكن للرجال قدرة على هندسة الصورة فكما للعسكرية وقارها فللدبلوماسية لغتها ووقارٌ.

نعم. لا يشبه غبار العسكرية بلاط الدبلوماسية. لكن إذا كان الجامع بينهما "الدوحة"، فالمفردات لا تهم. فالرابط يصبح المعنى في القلب واحد.

بندر بن محمد بن عبد الله العطية الدبلوماسي القطري. ابن الزعيم، وشقيق وزير الدفاع القطري خالد العطية.

أمامك الآن صورة تجسد اللقب الذي يفخر به السفير بندر العطية (ابن الزعيم)؛ الزعيم مع الراحل الكبير الملك الحسين بن طلال. هذا يعكس ثقلاً في العلاقات ممتدّاً. ليس اليوم، وليس في الغد، بل ثقل ضارب في تاريخ مشترك ذو شُعب لا تكفّ عن الحديث عن نفسها.

أول محطة

كانت المملكة أول محطة دبلوماسية له كسفير. قبل ان يعين في 11 أغسطس 2021، سفيراً لبلاده في السعودية.

في الحقيقة بندر بن محمد لم يعيّن سفيرا لقطر في الاردن. اذا اردت ان تنتقي الكلمات بدقة قل: عاد الى الاردن. فقد تلقى جزءاً من تعليمه في الأردن، ما ساهم في بناء فهم عميق للمجتمع الأردني وقيمه.

كانت له مساهمات ذات اثر في ملف المساعدات القطرية للاجئين السوريين في الأردن، عندما أشرف على تنسيق الدعم القطري (الحكومي وغير الحكومي).

وكما كان متوقعا تنقّل السفير بندر بن محمد بن عبد الله العطية في أداء مهام دبلوماسية رفيعة المستوى، بعد ان انتقل من محطته المؤثرة في الأردن إلى أدوار محورية أخرى في الخليج.

بعد قمة العلا، يُعد بندر بن محمد بن عبدالله العطية أول سفير قطري يُعين في الرياض، ما يعكس الثقة الكبيرة في قدراته الدبلوماسية لإدارة ملف العلاقات القطرية السعودية الاستراتيجية.

اليوم يُنظر إلى السفير بندر العطية واحداً من ابرز مهندسي العلاقات الدبلوماسية القطرية؛ مع العالم فبعد نجاحه في الأردن انتقل الى الملفات الخليجية ذات الحساسية البالغة. الكويت ثم السعودية.

سيرة ابن الزعيم

عين بندر بن محمد عبدالله العطية في أول مهمة رسمية كسفير لدولة قطر لدى الأردن، حيث يعد بندر من الوجوه الشابة التي اثبتت حضورها السياسي والشعبي في تجربته الدبلوماسية الأولى سفيراً في الاردن. وأحرز العطية نقاطاً عديدة في تقوية العلاقات بين الأردن وبلاده، وأصبحت سفارته إبان تواجده في المملكة، مزاراً لكثير من الشخصيات وشيوخ العشائر الذين رأوا فيه، علامة فارقة في العلاقة بين السفير وأبناء المجتمع المحلي.

وعينه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني سفيرا فوق العادة مفوضا لدى المملكة العربية السعودية في 11 أغسطس 2021. وشغل قبل ذلك منصب سفير بلاده لدى كل من الكويت.

وعين بندر العطية سفيرا فوق العادة ممثلا لدولة قطر لدي دولة الكويت في عام 2018 عقب نجاحه في دوره في الأردن.

إلى جانب عمله سفيرا، مثل قطر مندوبا دائما لدى منظمة التعاون الإسلامي (بين عامي 2022 و2023)، ما منحه ثقلا في الدبلوماسية متعددة الأطراف والقضايا الإسلامية الكبرى.