أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

القرالة يكتب: رجال لا يعرف وجوههم إلا العدو


رشدي القرالة
صحفي أردني

القرالة يكتب: رجال لا يعرف وجوههم إلا العدو

رشدي القرالة
رشدي القرالة
صحفي أردني
مدار الساعة ـ

في وطن لا يقاس ثراؤه بحجم موارده، بل بحجم رجاله، يقف الأردن على كتفي نخبة من أبنائه الذين اختاروا أن يعملوا بصمت، وأن يتركوا أثرا لا ضجيجا، رجال لا تُعرف أسماؤهم في نشرات الأخبار، ولا تتصدر صورهم الشاشات، لكن تُعرف بصماتهم في أمن الوطن وحفظه، وثباته حين تهتز المنطقة من حوله.

هؤلاء هم صُناع الاستقرار الذين يتحركون حين ينام الآخرون، يراقبون حين يغفل الناس، ويتقدمون حين يتراجع الجميع.

هم رجال ولدوا من تراب هذا الوطن، واحتضنتهم مؤسساته العسكرية والأمنية، فعاهدوا الله قبل أن يعاهدوا الناس، أن يبقى الأردن حصنا لا يُكسر، وراية لا تنحني، رجال تمر عليهم الساعات والأيام بلا ضجيج، لكن خلف كل لحظة أمان يعيشها الأردني، يقف جهدهم المتواصل، وسهرهم الطويل، وعرقهم الذي يثبت أن الانتماء ليس شعارا، بل ممارسة يومية في الميدان.

لا يبحثون عن ضوء أو تصفيق، لأن ضوء الوطن أكبر من كل الأضواء، ولأن تصفيق الناس يبهت، أما ثناء الأرض فلا يذبل، هم يعرفون أن الوطن لا يُخدم بالكاميرات ولا بالظهور، بل بالقرارات الحاسمة، وبالاستجابة الفورية، وبالجاهزية التي لا تنطفئ مهما اشتدت التهديدات.

في اللحظة التي يفكر فيها عدو ضعيف أو إرهابي جبان بالاقتراب من الأردن، تكون خطط هؤلاء الرجال قد سبقت تفكيره، وتحركاتهم قد أحبطت محاولاته قبل أن تُولد.

في كل ليلة ينام فيها الأردني مطمئنا، هناك عيون لا تنام؛ وفي كل صباح ينهض فيه الوطن شامخا، هناك سواعد لم تتعب، عيون تراقب الحدود بلا تردد، وسواعد تُجهض كل تهديد قبل أن يتحول إلى خطر، وأرواح تعرف أن التضحية ليست احتمالا، بل واجبا إذا لزم الأمر.

وفي كل أزمة تعصف بالمنطقة، يثبت الأردن مرة بعد مرة أنه أقوى من الخوف، وأكبر من التهديد، لأن خلفه رجال يعرفون معنى الانتماء، ويؤمنون أن الدفاع عن الوطن ليس وظيفة، بل قدر وشرف، ولأنهم ببساطة رجال اختاروا أن يضعوا الوطن فوق أنفسهم.

رجال يقفون سدا منيعا لا يتزحزح، فقد تعلّم الإرهاب أن الأردن ليس ساحة للعبث، وأن أجهزته الأمنية لا تُجامل ولا تتردد، بل تضرب بقوة وذكاء في اللحظة المناسبة، كل خلية حاولت الاقتراب من أمن الوطن سقطت قبل أن تلتقط أنفاسها، وكل محاولة للتخريب تحولت إلى قصة فشل مدوٍّ بفعل يقظة العيون الساهرة، رجال المخابرات والأمن والقوات المسلحة لم يتركوا للإرهاب موطئ قدم، تعقبوه في المدن والحدود والجيوب المظلمة، فدحضوه قبل أن يتمدد، وقطعوا جذوره قبل أن تتفرع، ومع كل عملية نوعية ناجحة، يتأكد أن هذا الوطن محصّن برجال يعرفون أن الخطر لا يُنتظر… بل يُسبق.

سيبقى الأردن شامخا، ليس لأنه محاط بالحماية فقط، بل لأنه محاط بالرجال... رجال أدركوا أن خدمة الوطن لا يشترط أن تُرى، بل يكفي أن تُحس، رجال تركوا بصمتهم في كل شبر من الوطن وفي حدوده، وفي مدنه، وسمائه وأرضه، وفي قلوب ناسه الذين يشعرون بالأمان مهما تعاظمت التحديات.

حفظ الله الوطن وقائد الوطن، وحفظ رجاله الذين بهم تُكتب الطمأنينة، وبهم تعلو الراية، وبهم يبقى الوطن كما عرفناه دائما صامدا… آمنا… مرفوع الرأس.

مدار الساعة ـ