مدار الساعة - شروق طومار - في أجواء تفاعلية غمرتها الألفة والأصالة، نظمت جمعية نساء من أجل القدس غداءً خيريا في العاصمة عمان مطلع هذا الأسبوع، وذلك في إطار مبادرات الجمعية الرامية إلى إدامة التواصل مع المجتمع، ودعما للجمعية لتمكينها من مواصلة نشاطاتها وبرامجها الهادفة إلى دعم صمود المقدسيين للمحافظة على وجودهم والتصدي لمحاولات تهجيريهم وتهويد المدينة المقدسة.
وتسعى الجمعية إلى تحقيق أهدافها من خلال برامج عدة لدعم المقدسيين ماديا ومعنويا والحفاظ على عروبة القدس وتكريس مكانتها كعاصمة فلسطين التي تحتضن التراث العربي الإسلامي والمسيحي، كما نفذت الجمعية مع عدد من الجمعيات المقدسية ومن خلال الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية عدة مبادرات دعما لغزة وللغزيين لا سيما في أعقاب العدوان الأخير الغاشم.وحملت الفعالية رمزية خاصة من خلال اختيار طبق المسخن الفلسطيني التقليدي كطبق رئيسي للغداء، وهو الطبق الأشهر على المائدة الفلسطينية والمعروف بمكونه الأبرز زيت الزيتون بالإضافة إلى خبز الطابون، في إشارة إلى التمسك بالتراث والجذور في مواجهة محاولات الاقتلاع وطمس الهوية وتبديد الذاكرة.وقالت رئيسة الجمعية سيما الشهابي في كلمة لها: "في الوقت الذي نكرم فيه هذا الإرث، لا نغفل عن مشهد اقتلاع الزيتون في القدس وأكنافها، على يد الاحتلال الذي يسعى لطمس الهوية واقتلاع التاريخ. لكننا، في جمعية نساء من أجل القدس، نرد على هذا الاقتلاع بالزرع، وعلى التهجير بالتمكين، وعلى التهميش بالعطاء".واستعرضت الشهابي أبرز مبادرات الجمعية وأنشطتها، ووجهت تحية خاصة لغزة وأهلها قائلة: "وفي غزة، حيث تختلط رائحة الخبز برائحة التحدي، وحيث يخبز الصمود يوميا على نار الحصار، نستلهم من أهلنا هناك معنى الثبات الحقيقي. فهم رغم الألم، يزرعون ويطعمون، ويعيدون بناء الحياة من تحت الركام، ويعلموننا أن الكرامة لا تقهر، وأن الزيت يبقى مباركا مادام يسكب على خبز العزة".وتضمنت الفعالية عدة فقرات من بينها عرضا لمجموعة من الأثواب الفلسطينية الأصيلة بمرافقة شرح تعريفي عنها، بالإضافة إلى سحب على عدد من اللوحات التي تجسد جذور ارتباط الشعب الفلسطيني بأرضه، وتعكس معاناته وصموده في وجه الاحتلال، وتكرس الإيمان بحقه بالحرية والسلام.وقدمت الشرح التعريفي بالأثواب المطرزة الباحثة في التراث الفلسطيني ربى الظاهر، مبينة المنطقة التي ينتمي إليها كل ثوب وخصوصيته وما ترمز إليه الأشكال والرسوم التي يحملها والأقمشة المستخدمة فيه.وقالت الظاهر: "كل ثوب فلسطيني مطرز يعكس هوية منطقة أو قرية معينة، فالألوان، النقوش، نوع الأقمشة، والخيوط تحكي قصة المجتمع وعاداته، وما يميز كل تصميم عن الآخر هو التفاصيل الدقيقة التي تنقل تاريخ وثقافة المكان". وأضافت: "إن عرض هذه الأثواب في فعالية كهذه يصب في رسالة الجمعية الهادفة إلى حفظ تراث الشعب الفلسطيني، كما يساعد على تعريف الجيل الجديد بالتراث، من خلال نقل القيم والقصص المرتبطة بكل قطعة إلى الشباب والمجتمع، حفاظا على هوية الشعب الفلسطيني وتثبيتا لحقيقة وجوده تاريخيا وحقه في الأرض والتحرر والعودة". وتميز الحضور بالتنوع، حيث ضم فئات عمرية ومجتمعية مختلفة، واتسم بالتفاعل مع فقرات الفعالية المتنوعة.وعبر السيد فوزي أبو حشيش أحد المشاركين بالفعالية عن سعادته بهذه المشاركة، لما تتيحه لأفراد المجتمع من فرصة للمساهمة في مشاريع الجمعية لدعم صمود المقدسيين والشعب الفلسطيني، ولما تسهم به في حفظ العديد من المفاهيم المرتبطة بالقضية الفلسطينية والتذكير بها.وأشار إلى أن من أكثر ما أثار إعجابه اعتزاز السيدات والفتيات المشاركات بارتداء الزي التراثي الفلسطيني، وقال إن تشكيل الجمعية من ملتقى نسائي بالأساس أمر يدعو إلى الفخر ويشير بوضوح إلى أن مساهمة النساء بالقضايا الوطنية والمجتمعية هي مساهمة فاعلة ورائدة، توازي مساهمة الرجل وتتكامل معها.وتعمل جمعية نساء من أجل القدس على تحقيق أهدافها من خلال عدة برامج وأنشطة بالتعاون مع مؤسسات وجمعيات في القدس وأكنافها، من بينها دعم برامج تمكين المرأة الإنتاجية، ودعم البرامج التعليمية والثقافية، ودعم الحالات الإنسانية، بالإضافة إلى التعريف بقضية القدس، وانتهاكات الاحتلال بحق المدينة وأهلها من خلال المحاضرات والندوات والأنشطة التثقيفية.بزيت الزيتون وثوب الجدات.. نساء من أجل القدس يحيين ذاكرة البلاد (صور)
مدار الساعة ـ
























