أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب مجتمع أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف مناسبات جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

لماذا يثق الأردني بالأجهزة الأمنية ويفقدها في الحكومة؟


فهد الحسبان

لماذا يثق الأردني بالأجهزة الأمنية ويفقدها في الحكومة؟

مدار الساعة ـ

يعيش المواطن الأردني يوميًا تجربة بين خطاب الحكومة وواقع التنفيذ على الأرض، وبين كفاءة الأجهزة الأمنية وقدرتها الفعلية على حماية الوطن والمواطن. ففي صباح يوم امس، تحدثت الحكومة عن جاهزيتها لمواجهة الأمطار، ووجهت المواطنين في وقت سابق لصلاة الاستسقاء، لكنها لم تصمد أمام الواقع، فغرقت أم الزيغان وغرق مخيم البقعة، لتصبح الجهوزية الحكومية مجرد كلمات بلا تطبيق، وفجوة بين الخطاب والنتائج تزيد من فقدان الثقة.

وفي مساء يوم امس، المواطن عاش الفرق الصارخ بين الكلام والإنجاز، إذ تمكنت المخابرات العامة، بالتعاون مع الأمن العام، من إنهاء خلية إرهابية في الرمثا قبل أن تتحول إلى تهديد مباشر للأردنيين. هذا النجاح ليس مجرد خبر أمني، بل دليل حي على أن الأجهزة الأمنية جاهزة بالفعل، تعمل بصمت واحترافية، وتضع حياة المواطنين فوق كل اعتبار، بعيدًا عن البيانات أو الإعلانات الرسمية.

سؤال ذكي يطرحه المواطن: ماذا أنجزت الحكومات في العقدين الماضيين؟ وماذا أنجزت الأجهزة الأمنية؟ الواقع السياسي والاجتماعي يقدم إجابة واضحة: المواطن يقارن بين الوعود النظرية والخطط غير المترجمة إلى واقع ملموس، وبين الإنجازات الفعلية للأجهزة الأمنية، التي تحمي الوطن والمواطنين على مدار الساعة، وتتعامل مع الأخطار بكفاءة عالية، بعيدًا عن استعراض البيانات.

السر في هذا النجاح يكمن في الحوكمة والرقابة والمساءلة الصارمة داخل الأجهزة الأمنية. كل جهاز، من المخابرات إلى الجيش العربي والأمن العام، يعتمد بروتوكولات دقيقة، قيادات واعية، آليات متابعة دقيقة لكل عملية، وتوزيع مسؤوليات واضح يضمن القدرة على اتخاذ القرار السريع وتنفيذ المهام بكفاءة. هذا النظام من الحوكمة الداخلية هو الذي يجعل الأجهزة الأمنية قادرة على إحباط التهديدات قبل أن تتحول إلى أزمات، دون الحاجة إلى تصدير بيانات إعلامية أو خطاب رسمي.

تاريخ الأجهزة الأمنية مليء بالنجاحات الصامتة: تضحيات لا تُرى، يقظة مستمرة، ودمج التكنولوجيا الحديثة لتعزيز القدرة الميدانية، وملاحقة المشتبه بهم بكفاءة وأمان، مع حماية المدنيين من أي تهديد. هذه المنظومة تعمل بهمس لا يسمع واحتراف من الطراز الرفيع، لتثبت أن الإنجاز العملي هو المقياس الحقيقي للثقة والكفاءة.

ما يميز المشهد الأردني أيضًا هو حضور سيدي جلالة الملك، الذي يمثل المعيار الأعلى لتقييم الأداء. بين رفاق السلاح او بين المواطنين تظهر الابتسامة العفوية التي نشاركها في قصصنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أما في اللقاءات الحكومية، فتتبدل ملامحه كليا.

يا سادة الثقة تبنى على الإنجاز الفعلي والنتائج الملموسة. المواطن يقارن يوميًا بين نجاح الأجهزة الأمنية الذي يثبت فعاليته على الأرض، وبين أداء الحكومة الذي غالبًا ما يختفي عند أول اختبار عملي. وفي كل مرة يقترب الخطر، يثبت الأردنيون معدنهم ووفاءهم للقيادة الهاشمية، ويصطفون خلف مؤسساتهم الأمنية: الجيش، المخابرات، الأمن العام. كل إنجاز أمني هو درع للوطن ومصدر ثقة للمواطنين، وكل خطوة محسوبة تعكس حرفية واحترافًا لا يعرف التهاون.

الأجهزة الأمنية الأردنية ليست مجرد أجهزة، بل منظومة وطنية متكاملة، مدروسة، ومنضبطة، تعمل بعيدًا عن الأضواء، وتضع حياة المواطنين فوق كل اعتبار، وتستبق الخطر قبل أن يصبح خبرًا على الشاشات.

في النهاية اللهم احفظ وطننا الأردن العزيز وأمنه واستقراره، واحفظ جلالة الملك وشعبه العظيم من كل مكروه، وارزقنا دوام العزة والسيادة والسلام، واجعل هذا الوطن منيعًا أمام كل خطر، وسندًا لكل أبنائه في كل زمان ومكان.

مدار الساعة ـ