أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

أبو زيد يكتب: فلسطين بين الاعتراف الدولي والواقع الميداني.. غزة والضفة في معركة المصير والإقليم


زيد أبو زيد
أمين سر المكتب السياسي لحزب مسار

أبو زيد يكتب: فلسطين بين الاعتراف الدولي والواقع الميداني.. غزة والضفة في معركة المصير والإقليم

زيد أبو زيد
زيد أبو زيد
أمين سر المكتب السياسي لحزب مسار
مدار الساعة ـ

فلسطين تبقى محور الصراع العربي–الإسرائيلي، وغزة اليوم الساحة الأكثر احتداماً، والضفة الغربية قلب الهوية الوطنية. الحرب الأخيرة كشفت مرة أخرى حجم المأساة الإنسانية، وجذر الأزمة السياسية، مع مراوغة إسرائيلية واضحة في المفاوضات، واختلاف أدوار الوسطاء الدوليين بين الحياد الظاهري والانحياز العملي.

الخسائر الإنسانية والمادية في غزة

الحرب الأخيرة خلفت كارثة حقيقية: أكثر من مائة ألف ضحية بين قتيل ومفقود، ومليوني مهجّر، ومدن دُمرت بشكل شبه كامل، بما في ذلك المدارس والمستشفيات والمرافق الحيوية. الحياة اليومية للفلسطينيين في غزة أصبحت معركة للبقاء، وعمليات الإغاثة لا تغطي سوى جزء ضئيل من الاحتياجات الأساسية.

الضفة الغربية ووحدة القضية الفلسطينية

الضفة الغربية لم تكن بمنأى عن الانتهاكات، من اقتحامات المستوطنين والجيش الإسرائيلي، واعتداءات على الأراضي الزراعية والمقدسات. هذه الانتهاكات تؤكد أن فلسطين كيان واحد، وأن أي محاولة لفصل غزة عن الضفة أو عزل القدس ستفشل أمام إرادة الشعب الفلسطيني وتضحياته المستمرة.

المراوغة الإسرائيلية والوسطاء الدوليون

إسرائيل استغلت الانقسامات الإقليمية والضغوط الدولية لتطيل أمد المفاوضات، وتستثمر في الوقت لكسب مكاسب استراتيجية. الوسطاء الدوليون، سواء من الأمم المتحدة أو أطراف إقليمية وغربية، لعبوا أدواراً متباينة بين الضغط السياسي الظاهر والمسايرة الواقعية، ما أعاق أي تقدم حقيقي نحو حل دائم للصراع.

الاعتراف بدولة فلسطين: بين الورق والواقع

الاعتراف الدولي بدولة فلسطين أصبح حقيقة دبلوماسية لدى أكثر من 140 دولة، لكنه لم يتحول بعد إلى واقع عملي على الأرض. إقامة مؤسسات الدولة، سيادة فعلية على الأراضي، ووضع آليات اقتصادية وإدارية مستقلة، تبقى التحديات الأكبر التي تواجهها القيادة الفلسطينية، في ظل استمرار الاحتلال والممارسات الإسرائيلية التي تعرقل تطبيق أي اعتراف رسمي.

الخسائر الاقتصادية لإسرائيل

الحرب أثقلت كاهل إسرائيل اقتصادياً أيضاً، مع استدعاء عشرات آلاف جنود الاحتياط، وتأثر الإنتاج والشركات، ما يوضح أن الانتصار العسكري ليس مطلقاً كما يصوره الإعلام، وأن الصراع له تكلفة متبادلة على الطرفين.

الأردن نموذج للاستقرار والجاهزية

في هذا السياق الإقليمي المضطرب، تبرز المملكة الأردنية الهاشمية نموذجاً للدولة القوية المستقرة، بفضل قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله، وجاهزية الجيش والأجهزة الأمنية، مع تركيز على السلام والتنمية، وحماية مصالح المواطنين، وإظهار القدرة على لعب دور فاعل في دعم الحقوق الفلسطينية.

خاتمة: الطريق نحو تحويل الاعتراف إلى واقع

فلسطين تحتاج إلى وحدة وطنية حقيقية، دعم عربي وإقليمي متضافر، وتوظيف الاعتراف الدولي كقاعدة لبناء دولة فعلية، قادرة على حماية الإنسان وتعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي. السلام الحقيقي يتحقق بدولة قوية مستقرة، ليس بالتواكل على الآخرين، بل بالسيادة العملية، والتنمية المستدامة، والوعي السياسي الموحد. غزة والضفة والقدس قلب واحد، والاعتراف الدولي يجب أن يصبح واقعاً ملموساً، لا مجرد شعارات دبلوماسية.

مدار الساعة ـ