يواصل جلالة الملك عبدالله الثاني تأكيده أن «رؤية التحديث الاقتصادي» تمثل «المشروع الوطني» الأهم في هذه المرحلة وهي الأساس الذي سيعتمد عليه الأردن في تعزيز نموه الاقتصادي ورفع سوية الخدمات وتحسين حياة المواطنين، ومنذ إطلاق الرؤية، يظهر جلالته اهتماما استثنائيا بمتابعة تنفيذها، فلماذا يهتم الملك بهذه الرؤية ولا تفارقة؟.
الاهتمام بهذه الرؤية من قبل جلالة الملك يأتي إدراكا منه لحجم الفرص التي تتيحها هذه الرؤية وقدرتها على إحداث نقلة نوعية بالاقتصاد الوطني، وتحسين مستوى وجودة الخدمات للمواطنين، واهميتها باستغلال الفرص وجذب الاستثمارات للمملكة القادرة على خلق فرص عمل للشباب والشابات وتخفيف نسب البطالة.هذا الاهتمام والمتابعة تتجلى في «الاجتماعات الدورية» التي يعقدها جلالته مع المسؤولين عن تنفيذ هذه الرؤية، لمراجعة تقدم سير العمل، وقد شكل الاجتماع الأخير الذي ترأسه جلالته في قصر الحسينية بالامس، وبحضور سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله دليلا جديدا على حرص جلالته المستمر على الاطلاع المباشر على ما تحقق في الربع الثالث من هذا العام.إن رؤية التحديث الاقتصادي بالنسبة لجلالة الملك ليست وثيقة جامدة أو خطابات توجيهية، بل هي «مشروع وطني عابر للحكومات»، يتطلب استمرارية بالتنفيذ وتراكما في الإنجاز، ولهذا يؤكد جلالته في كل مناسبة أهمية التكامل بين البرامج التنفيذية المتتابعة، وعدم السماح بوجود فجوات تعيق تحقيق الأهداف بعيدة المدى، ومعالجتها ان وجدت.جلالته في كل مرة يشدد على أهمية الدور المحوري للقطاع الخاص، وضرورة تعزيز الشراكات الاستثمارية وتهيئة بيئة اقتصادية محفزة قادرة على جذب رؤوس الأموال وخلق فرص عمل جديدة، فالملك ينظر للرؤية باعتبارها الطريق نحو اقتصاد أكثر تنافسية، قادر على استغلال الفرص المتاحة بالقطاعات الإنتاجية والخدمية والتكنولوجية.ما يعزز أهمية رؤية التحديث الاقتصادي وضرورة الالتزام بتنفيذها، أن الأردن تمكن خلال السنوات الماضية من تجنب الكثير من التداعيات الإقليمية والعالمية بفضل هذه الرؤية والمتابعة الملكية الحثيثة لسير العمل بها، فقد ساهمت الرؤية في تحصين الاقتصاد الوطني أمام آثار الحرب الروسية–الأوكرانية، والعدوان على غزة، وما رافقهما من اضطرابات بالطاقة والغذاء وسلاسل التوريد.خلاصة القول، إن المتابعة الحثيثة التي يبديها جلالة الملك تعكس إيماناً عميقاً بأن الأردن"يمتلك من الإمكانيات» ما يكفي ليكون في موقع اقتصادي أقوى، ولكن تحقيق ذلك يتطلب الالتزام الصارم بتنفيذ الرؤية، وتحويل الخطط والمبادرات إلى إنجازات ملموسة يشعر بها المواطن في تفاصيل حياته اليومية، ولهذا يهتم جلالة الملك بتنفيذ الرؤية معلنا في كل مرة انه لا تراجع عنها، لهذه فأن هذه الرؤية لا تفارق الملك.