أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات دين بنوك وشركات خليجيات مغاربيات ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

الأردن .. أزمات طويلة الاجل وأقل توتراً


سميح المعايطة
وزير سابق

الأردن .. أزمات طويلة الاجل وأقل توتراً

سميح المعايطة
سميح المعايطة
وزير سابق
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ

ما بين شهر واخر تتغير مستويات التوتر والتصعيد في منطقتنا لكن معظم الازمات تبقى كما هي من حيث المصدر والنوع والتركيبة .

اليوم نحن في منطقة بلا حروب كاملة المواصفات لان واقع الإقليم يقول ان الحروب التي كانت خلال العامين الاخيرين توقفت لكن الحلول كانت على طريقة فرق الإطفاء، ولان بعض اطراف تلك الحروب مازلت تعتقد ان بامكانها تقليل خسائرها وعدم دفع الثمن الكامل لتلك الحروب ،لكن الطرف الآخر وهو اسرائيل يفضل دائما ابقاء اي حرب مشتعلة ولو بشكل قليل حتى يحصل على الحسم السياسي .

ازمات اقليمنا اقل تصعيدا لكنها طويلة الاجل ،فغزة توقفت الحرب فيها نسبيا لكن ليس هناك حل حقيقي للازمة فاسرائيل تريد تضاريس سياسية وعسكرية وسكانية جديدة ،وبعد الحرب حصلت على جزء مما تريد ،فغزة اليوم لم تعد موحدة، فالخط الأصفر قسمها نصف تحت الاحتلال وضمن معايير الاهداف الاسرائيلية ،والنصف الاخر تتواجد فيه حماس وتحاول اعادة بناء حكمها له،لكنها تدرك ان الأجزاء القادمة من خطة ترامب التي وافقت عليها سترسم شكلا جديدا لهذا الجزء الثاني من غزة بلا حماس ولا سلاحها ولا سلطتها، وتحاول شراء الوقت لعلها تفرض واقعا جديدا ،لكنها حتى وان أوقفت تطبيق ما تبقى من خطة ترامب فان غزة ستبقى مدمرة ومعرضة كما هي اليوم لقصف واغتيالات اي حرب اقل تصعيدا.

اما الضفة فهي أزمة طويلة الامد حتى وان كانت اهداف الاحتلال فيها ساخنة وعاجلة ،لكن الضفة ليس من السهل استيعابها اسرائيليا لاسباب دولية واسرائيلية وعربية .

اما لبنان الملف المفتوح من نصف قرن فان الضربات الاسرائيلية المؤثرة التي قامت بها اسرائيل على حزب الله الحقت به خسائر استراتيجية ودفعت ايران والحزب الى القبول باتفاق مع اسرائيل ينسحب بموجبه الحزب بعيدا عن حدود اسرائيل، لكن ايران التي خسرت معظم نفوذها في الإقليم مازالت تحاول العودة الى الجنوب لكن هذا مازال يكلف الحزب اغتيالات شبه يومية وربما يفتح الباب لعملية عسكرية اسرائيلية جديدة في لبنان .

الدولة اللبنانية مازالت أسيرة لميليشيا حزب الله ،ومازالت غير قادرة على استعادة القرار السياسي والعسكري من الحزب ،ومازالت ايران هي المؤثر في الملف اللبناني .

حتى وان كان هناك ضربة عسكرية جديدة لحزب الله او لم تكن فان ملف لبنان سيبقى ملفا طويل الامد ،والتوترات الداخلية هناك ستبقى لان الدولة مازالت شبه غائبة سياسيا وعسكريا .

اما سوريا فان المسار العام للدولة السورية يسير نحو الانتظام والاستقرار ،لكن الملف السلبي هو اسرائيل التي تريد معاهدة سياسية لا تقدم فيها ثمن من الارض السورية المحتلة ،بل تعمل على توسيع مناطق امنها ،وسيبقى ملف السويداء طويلا مع اختلاف في درجات التوتر ،وستبقى بقايا النظام السابق ومعه حزب الله وجهات اخرى تحاول توسيع عوامل القلق في الدولة السورية ،فخسارة محور ايران لسوريا كانت صعبة جدا وقصمت ظهر مشروع ايران الفارسي .

لم تكن منطقتنا يوما بلا توتر ولاقلق ،واضافة الى المصدر الاهم للقلق وهو الاحتلال الاسرائيلي فان تفاصيل منطقتنا من العرب والعجم صنعوا كمية توتر وازمات ضربت بنية الاستقرار في المنطقة ،لكننا في الاردن ربما نرى المرحلة الحالية رغم مافيها من توتر وتصعيد فرصة لالتقاط الانفاس داخليا على كل المسارات .

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ