أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات دين بنوك وشركات خليجيات مغاربيات ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

الباشا الحباشنة يكتب: جمال حديثة الخريشا.. سيرة رجلٍ عاش للوطن


اللواء المتقاعد طارق عبد المحسن الحباشنة

الباشا الحباشنة يكتب: جمال حديثة الخريشا.. سيرة رجلٍ عاش للوطن

مدار الساعة ـ

يرحل الشيخ جمال حديثة الخريشا تاركًا أثرًا لا يُمحى في ذاكرة الوطن وقلوب الناس، فقد كان رحمه الله من الرجال الذين جسّدوا معنى الانتماء الحقيقي والوفاء العميق للأردن وقيادته. عاش حياته ثابتًا على القيم التي تربّى عليها؛ الصدق والشهامة والكرم والالتزام، فانعكست على حضوره وسيرته ومسيرته في كل موقع خدمه، سواء في ميادين العمل العسكري أو في مجالات المسؤولية العامة التي حمل فيها واجبه بإخلاص واتزان.

عرفه الناس رجلًا هادئًا في طبعه، قويًا في مواقفه، واسع الرؤية والحكمة، لا يبحث عن الأضواء ولا يسعى لمكانة، بل يجعل العمل والنتيجة شاهدة على إخلاصه. امتاز بقدرته على الجمع بين صرامة القائد ورحابة صدر الشيخ العشائري، فكان قريبًا من الناس، يحرص على إصلاح ذات البين، وتعزيز قيم الدولة، وتثبيت وحدة الصف، مؤمنًا بأن قوة الأردن تنبع من تماسك مجتمعه والتفاف أبنائه حول قيادتهم الهاشمية.

وقد بقي الشيخ جمال حديثة الخريشا وفيًا لمبادئه حتى آخر أيامه، يحمل في قلبه حبًا صادقًا للوطن، وولاءً راسخًا لقيادته، وإيمانًا عميقًا برسالة الدولة وثوابتها. كانت كلمته موزونة، ومواقفه صادقة، وأثره واضحًا في كل من عرفه أو عمل معه، فترك في النفوس احترامًا كبيرًا، وفي الذاكرة حضورًا لا يزول.

وبرحيله، يخسر الأردن رجلًا كبيرًا بنبل أخلاقه، وبنقاء سيرته، وبثبات مواقفه، لكنه يترك إرثًا يعلّم الأجيال معنى الرجولة والانتماء والوفاء. فقد عاش أبو حديثة نظيف السيرة، كريم الخلق، ثابت المبادئ، ورحل وذكره طيب، وأثره باقٍ، ومواقفه شاهدة على رجلٍ جعل الوطن غايته الأولى والأخيرة.

رحم الله الشيخ جمال حديثة الخريشا، وجزاه عن وطنه وأهله وقيادته خير الجزاء، وجعل سيرته مثالًا مضيئًا على أن الرجال العظام لا يغيبون، بل يبقون بما قدموا وبما تركوا من قيم ومسيرة عطاء

مدار الساعة ـ