تسرب الصحافة البريطانية والغربية معلومات عن مشروع قرار يتبناه أعضاء في الكونغرس الأميركي يدعم سيادة إسرائيل على الأقصى، ويعترف بسيادتها الكاملة على الحرم القدسي.
هذا المشروع الذي تدعمه "المنظمة الأميركية الصهيونية" ومؤسسة " حقيقة الشرق الأوسط" ويتبناه الجمهوريان كلوديا تيني وكي هيجنز هو أخطر مشروع قد يواجهه المسجد الأقصى، خلال الفترة المقبلة، لأنه بكل بساطة يعني أمرين أولهما نزع الوصاية الأردنية عن المسجد الأقصى، وثانيهما التوطئة لقرار إسرائيلي لاحق عبر الكنيست بفرض السيادة الإسرائيلية على الحرم القدسي بما يعنيه ذلك من نتائج على المدى المتوسط، والبعيد، من حيث التداعيات.برغم أن هذه محاولة تضاف إلى سلسلة محاولات، في هذا الإطار، إلا أنها تؤشر على المخطط المقبل، أي فرض السيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى، وهي سيادة ستؤدي إلى التحكم بكل شيء من الحراسات إلى الموظفين إلى طبيعة المكان وفتحه وإغلاقه، أو إقامة منشآت دينية إسرائيلية داخل الحرم القدسي، أو حتى السماح بهدم أحد المسجدين القبلي أو قبة الصخرة توطئة لإتمام المشروع الإسرائيلي الذي يصل حد تغيير هوية المكان وطبيعته الدينية.لا يمكن انتظار التفاعلات، لأن الأمر بحاجة إلى تدخل مسبق وتحرك عاجل، خصوصا، أن المحاولة تأتي من جمهوريين على علاقة مباشرة بإسرائيل، فيما الإدارة الأميركية ذاتها جمهورية، وقد تتحول الخطوة إلى ما هو أكبر، خلال الفترة المقبلة، في ظل الدعم الأميركي المتواصل لحكومة الاحتلال، وهو دعم مفتوح ولا يتوقف.الكارثة الأكبر أن العالم العربي والإسلامي لا يأبه بكل الذي يجري، ولعلنا نذكر أن المسجد الأقصى تم إغلاقه لمدة 12 يوما خلال التراشق بالصواريخ بين إيران وإسرائيل، ومر القرار الإسرائيلي بشكل عادي جدا، حيث ان كل هذا العالم العربي والإسلامي فاشل وضعيف، لا يوقف حربا في غزة والضفة، ولا هو يهتم بما يجري في مدينة القدس، خصوصا، في الحرم القدسي وداخل الأقصى.كل الخطوات الإسرائيلية ضد الأقصى جاءت متدرجة، في سياق تبليع السم للعرب والمسلمين، وتعويدهم على الوضع بشكل متدرج، وهذا يعني أن التهاون بشأن هذه القصة في الكونغرس الأميركي سيؤدي إلى نتائج وخيمة خلال الفترة المقبلة، لأنها تمثل تغطية أميركية لأي خطوة إسرائيلية في هذا الإطار الخطير جدا.هذا يعني أننا أمام أزمتين محتملتين الأولى تتعلق بالوصاية الأردنية على المسجد الأقصى، لنسأل عن الواجب فعله منذ هذه الأيام، والثانية تتعلق بالوضع ذاته في مدينة القدس الذي سيأخذ المدينة إلى انفجار داخلي، وانتهاء حالة السكون المؤقتة التي نراها الآن، وهذا يعني أن القدس لن تبقى هادئة وقد تنجرف نحو سيناريو خطير.المعلومات التي نشرتها ميدل إيست مونيتور يجب الا تمر هكذا وهي تعني أن أمرا خطيرا مقبلا على الطريق لا يجوز التهاون فيه أصلا.ماذا يخططون للأقصى في واشنطن؟
مدار الساعة (الغد الأردنية) ـ