أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب مجتمع أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف مناسبات جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

المهددات نعرفها لكن ماذا سنفعل؟


ماهر ابو طير

المهددات نعرفها لكن ماذا سنفعل؟

مدار الساعة (الغد الأردنية) ـ

كل يومين خلال العامين الأخيرين يخرج وزير إسرائيلي ويهدد الأردن بشكل أو آخر، وهذه التهديدات ليست جديدة بل معروفة.

أحدهم يقول إن الدولة الفلسطينية يجب أن تقوم في الأردن مبررا ذلك بوجود أغلبية فلسطينية وفقا لرأيه في الأردن، وآخر يقول إن على كل حامل جواز أردني دائم أو مؤقت ويعيش في الضفة الغربية والقدس أن يرحل إلى الأردن، وفريق ثالث ينشر خرائط تظهر فيها الأردن باعتبارها جزءا من إسرائيل الكبرى وليست للأردنيين ولا حتى للفلسطينيين، ويأتي رابع ويقول إن وعد بلفور في الأساس شمل الأردن، وإن الأردن محتل من أهله، وخامس يقول إن الحل هو تهجير الفلسطينيين إلى الأردن وتطهير الضفة الغربية من العرب، وسادس يتخيل أن الأردن مجرد قطعة صحراء يمكن تقاسمها.

التهديدات ليست جديدة، وحين كان البعض يقول إن المقاومة في فلسطين مصلحة أردنية وعربية، لم يكن البعض الآخر يعجبه الكلام، لأن هذا البعض لا يدرك أن إشغال إسرائيل بالمقاومة داخل فلسطين يحمي الفلسطينيين، ويحمي المنطقة، ويمنع تمدد المشروع الإسرائيلي، الذي بات يتحدث اليوم عن شرق أوسط جديد، وخرائط جديدة، ويجاهر بخريطة إسرائيل الكبرى التي تشمل مناطق عدة.

الرد على الكلام لا يكون بالردح عبر وسائل الإعلام فهذا أمر غير كاف، بل عبر إجراءات داخلية وإقليمية ودولية، من التهيئة لاحتمال الحرب مع الاحتلال، وصولا إلى إعادة النظر في كل جدوى معاهدة وادي عربة، وإعادة تعريف العدو، بدلا من تغطية ذلك بأوهام السلام والتسوية والمفاوضات، ومع هذا شن حملة سياسية من أجل التحشيد لإقامة دولة فلسطينية، لأن عدم إقامتها حتى على مساحة الضفة الغربية يعني البحث عن حلول بديلة، وهذه الحلول ستتمحور هنا.

ما هو أهم هو الداخل الأردني، المعرّض اليوم إلى أخطار كثيرة، من بث الفتن فيه، إلى محاولة شق الوحدة الداخلية، وتثوير مكوناته الداخلية تحت عناوين سياسية واقتصادية، أو حتى صناعة حادث أمني عبر الحدود يكون وسيلة لصناعة رد فعل ضد الأردن، خصوصا، أن هناك معلومات تتحدث عن خطط لاحتلال جزء من الأردن تمهيدا للتهجير، كما أن عقد مصالحات داخلية وتسوية ملفات داخل الأردن أمر مهم لمواجهة الظرف المقبل، ونحن نرى حتى اليوم تمدد المشروع الإسرائيلي في سورية ولبنان وكل مكان.

هذا الواقع لا يمكن التعامي عنه، ولا تجنبه، ولا يحتاج إلى عواطف أو مواجهات عاطفية، بل إلى الاعتراف بالخطر أولا، واتباع ذلك بإجراءات، وأيضا فتح الأعين جيدا على أي حدث غريب قد يقع في الداخل الأردني، سيأتي توطئة للمرحلة المقبلة الأخطر.

مدار الساعة (الغد الأردنية) ـ