المسؤوليه الاجتماعية مصطلح جديد على المجتمعات الغربية، لكنه جزء راسخ في ديننا وعبادة من عباداته هي الزكاة، التي جعلها الله حقا معلوما في أموال الاغنياء للسائل والمحروم، ولتنمية المجتمع وحفظ استقراره، وهو حق حارب ابو بكر الصديق المرتدين الذين حاولوا الامتناع عن ادائه .
ومثل الزكاة لدينا الصدقات مما يتطوع الاغنياء بالتبرع به من اموالهم فوق الزكاة لخدمة المحتمع وتنميته والحفاظ على استقراره، خاصة من خلال نظام الاوقاف،الذي لعب عبر تاريخ امتنا وعصور ازدهارها الحضاري دورا مركزيا في بناء هذا الازدهار، حيث كان الواقفون من اغنياء الأمة يساهمون في بناء المدارس والمعاهد والمستشفيات والفنادق وتمويل العلم والعلماء والبحوث العلمية، بل لم يظل جانبا من جوانب الحياة ، أو حاجة من حاجات المجتمع افرادا وجماعات لم يساهم الوقف في خدمتها،وتنميتها وهذه هي قمة المسؤولية الاجتماعية وهذا هو دور القطاع الخاص، مما نتحدث عنهما في هذه الأيام. وهذا هو الدور الذي كان يقوم به القطاع الخاص الاردني عندما كان أكثر انتماء دينيا ووطنيا، ففي تلك السنوات بنى القطاع الخاص الاردني المدارس والمستشفيات، وانار المدن عبر تأسيسه لشركات الكهرباء، ووفر فرص العمل عبر تأسيسه للشركات والمصانع الكبيرة كشركة الأسمنت وشركة مصفاة البترول وشركة الخميرة....الخ قبل ان يتخلى القطاع الخاص في الاردن الا من رحم ربي عن مسؤوليتة الوطنية عبر تخليه عن مسؤوليتة الاجتماعية رغم انه صار في السنوات الأخيرة أكثر غنا وإمكانيات، لكنه صار أكثر بخلا نحو مجتمعه والمساهمة في تطويرة وحفظ امنه واستقراره. لذلك كثر في بلدنا الفقر والفقراء، وارتفعت نسبة البطالة، ومعهما زادت الجريمة وتنوعت، لأن البخل يجعل صاحبه لايفكر الا بتعظيم امواله دون ان يفكر حتى باخيه، لذلك لاغرابة ان يكون اول مايتخلى عنه مسؤولية نحو مجتمعه. لذلك تراحعت المسؤولية الاجتماعية في بلدنا. الا كما قلنا الا من رحم ربي