أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات دين بنوك وشركات خليجيات مغاربيات ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

الأردن على مفترق التحديث الاقتصادي.. الحاج توفيق: بيئة الاستثمار تتحسّن، لكننا نضيّع فرصًا ذهبية والمنافسة الإقليمية تشتعل

مدار الساعة,أخبار اقتصادية,أخبار البنوك والشركات,وزارة الاستثمار
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - ضمن أعمال الجلسة الثانية من دورة "مدخل للعلوم السياسية" التي ينظمها مجلس الشباب الأردني، استضاف المجلس عبر تقنية الاتصال المرئي سعادة العين خليل الحاج توفيق، رئيس غرفتي تجارة الأردن وعمان، في حوار موسّع تناول واقع الاستثمار وبيئة الأعمال ورؤية التحديث الاقتصادي ودور الشباب في مسار التنمية الوطنية. أدار الجلسة عضو المجلس غيث القرالة، بمشاركة رئيس مجلس الشباب الأردني سليمان عربي السقار وعدد من الشباب من مختلف محافظات المملكة.

في مستهل الحديث، أشار العين الحاج توفيق إلى أن بيئة الاستثمار تشهد تطورًا أفضل مما كانت عليه في السنوات الماضية، خاصة مع إنشاء وزارة الاستثمار وإقرار قانون البيئة الاستثمارية والتوسع في الأتمتة. ومع ذلك، أوضح أنه غير راضٍ تمامًا عن الواقع الحالي بدافع الحرص على مصلحة الوطن، مشيرًا إلى أن الأردن يمتلك نقاط قوة مهمة — أمن واستقرار وقيادة هاشمية وموقع استراتيجي — إضافةً إلى جهاز مصرفي قوي، وسياسات نقدية منضبطة، ودينار يتمتع باستقرار راسخ، ما يعزز الثقة بالاقتصاد الوطني ويشكل قاعدة متينة لجذب الاستثمارات. وأكد أن هذه العناصر تمنح الأردن قدرة تنافسية، لكن المنافسة الإقليمية المتسارعة تتطلب جهدًا أكبر في الترويج الاستباقي للاستثمارات وعرض مشاريع جاهزة بدراسات تفصيلية.

وخلال النقاش، طرح رئيس مجلس الشباب الأردني سؤالًا مباشرًا حول ما إذا كانت هناك جهات أو شركات "أقوى من القانون"، ليؤكد الحاج توفيق أن الدولة هي المرجعية العليا وأن القانون فوق الجميع، وأن التكنولوجيا الحديثة — مثل شركات النقل التشاركي — فرضت نماذج جديدة يجب تنظيمها بشكل يحفظ التوازن بين القطاعات المختلفة دون الإضرار بأحد.

وتناول الحديث أيضًا ملف الهيئات المستقلة، حيث أوضح الحاج توفيق أن التجربة لا تخلو من السلبيات والإيجابيات، وأن المرحلة المقبلة تتطلب تقييمًا شاملًا لأدوار الهيئات، ودمج ما يتقاطع منها في الصلاحيات أو الأعباء، والإبقاء على الهيئات ذات الدور الفني الضروري، شريطة وجود قيادة حكومية تمتلك خبرة وقدرة على الإدارة بكفاءة.

وتوقف العين عند رؤية التحديث الاقتصادي، مؤكدًا أنها برنامج دولة مستمر وليست خطة حكومة واحدة، وأنها تقوم على منهجية تشاركية شارك في صياغتها خبراء من القطاعين العام والخاص. كما شدد على أن نجاح الرؤية مرتبط بشراكة فاعلة بين القطاعين، تقوم على التشاور وصياغة القرار الاقتصادي بصورة تشاركية تضمن الاستدامة والوضوح.

وشهدت الجلسة نقاشات نوعية من الشباب المشاركين، تناولت توزيع الاستثمارات على المحافظات، ودعم صغار التجار، والابتكار في السياحة، وإمكانات قطاع التعدين. وقد ثمّن الحاج توفيق الطروحات المقدمة، مؤكدًا أن لكل محافظة ميزة نسبية يجب البناء عليها ضمن حوافز واضحة وجاذبة، وأن صغار التجار يحتاجون إلى آليات دعم وتشبيك مع القطاع الخاص لتحويل ملاحظاتهم إلى سياسات عملية.

كما عرض رئيس مجلس الشباب الأردني ملامح مشروع "حكومة الشباب الموازية"، باعتباره تجربة تدريبية متقدمة لفهم آليات العمل الحكومي وصناعة القرار. وأبدى الحاج توفيق اهتمامًا بالفكرة، مؤكدًا أهمية توحيد الجهد الشبابي تحت مظلات قوية، بما يعكس الصوت الشبابي بصورة أكثر تأثيرًا لدى صانع القرار.

وفي ختام الجلسة، أكد العين خليل الحاج توفيق أن الأردن يمتلك مقومات نهوض اقتصادي حقيقية بفضل قيادته الهاشمية، واستقراره، وتماسك مجتمعه، وقدرة شبابه على الإبداع، معتبرًا أن النقد المسؤول وطرح الأسئلة بجرأة هما جزء من واجب كل مواطن تجاه وطنه، وأن الحفاظ على الأردن مسؤولية مشتركة تتطلب وعيًا، وصبرًا، وإيمانًا صادقًا بالمستقبل.

وبهذا، سجّل مجلس الشباب الأردني جلسة حوارية ثرية عكست إدراك الشباب لأبعاد الدولة والاقتصاد، وحرصهم على أن يكونوا شركاء في صناعة مستقبل الأردن.


مدار الساعة ـ

المزيد في هذا القسم: