منذ فترة وأنا أفكّر في تقديم برنامج وسلسلة توثّق سيرة ثُلّة من رجالات الوطن،وهؤلاء الرجال هم جزء لا يتجزء من السردية الأردنية ؛ رجال تركوا أثرهم في تاريخ الأردن وصنعوا حضورًا يليق بهذه الأرض. بدأتُ أخط ملامح الفكرة، وأجمع القصص، وأرتب طريقة عرضها، على أمل أن أُنجز عملاً يحفظ شيئاً من ذاكرة المكان والناس.
لكن حديث سمو ولي العهد الأخير لم يكن مجرّد خطاب… بل كان إشارة انطلاق.بعد توجيهاته، لم يعد المشروع مجرد فكرة أو رغبة شخصية، بل واجب وطني ينسجم تمامًا مع ما طرحه سموّه حول “السردية الأردنية” وضرورة كتابتها بأيدينا، وبصوتنا، ولأجيالنا.حديث ولي العهد وضع النقاط على الحروف:نحن أمام مشروع دولة، مشروع وعي، مشروع يحمي قصة الأردن من التشويه ويحفظها من العبث، ويعيد سردها كما عاشها أهلها عبر آلاف السنين.سموّه لم يتحدث عن جهد ثقافي عابر، بل عن جوهر الهوية الأردنية؛ عن رواية تُبنى على التاريخ الحقيقي، وعن دور الأردنيين في الحضارات التي مرّت على هذه الأرض، وعن مسؤوليتنا في ترسيخ الرابط بين الإنسان ووطنه، وحماية الوعي من محاولات التزييف.وفي عالم تتداخل فيه الروايات وتتسابق فيه الادعاءات، يصبح ما قاله ولي العهد حاجة وطنية ملحّة: أن نكتب، أن نوثّق، وأن نقدّم الحقيقة للأجيال القادمة كما يجب، لا كما يريد البعض أن تبدو.من هنا، أجد أن السلسلة التي أعمل عليها اليوم ليست مجرد محتوى إعلامي، بل جزء من المعركة الهادئة لحماية التاريخ، ومواجهة التشويه، وترسيخ الفخر والانتماء. إنها خطوة صغيرة في سياق مشروع أكبر، مشروع “السردية الأردنية” الذي يضع الأردن أمام العالم كما هو: دولة صامدة، راسخة، مليئة بالإنجاز، وعميقة في تاريخها وهويتها.جوهر ما طرحه سمو ولي العهد واضح: السردية الأردنية ليست ترفًا ثقافيًا، بل سلاح وعي يحمي تاريخ الدولة من التحريف.هي الطريق لإبراز الدور الحقيقي للأردنيين في حضارتهم، وترسيخ الانتماء في نفوس الأجيال، ومنع أي محاولة لسرقة أو تشويه قصة هذا الوطن.هنا، أوجه ندائي لكل أردني وأردنية: لنحمل معًا مسؤولية حماية هويتنا وسرديتنا، لنكتب التاريخ كما عاشه أهلنا، ولنضمن أن تبقى قصة الأردن حقيقية، خالدة، ومُلهمة للأجيال القادمة. معًا، نكون صوت الأردن الصادق.القرالة يكتب: ولي العهد طلب توثيق السردية الأردنية.. ونحن نلبي النداء وسلسلتي ستبدأ قريباً
محمد بسام القرالة
القرالة يكتب: ولي العهد طلب توثيق السردية الأردنية.. ونحن نلبي النداء وسلسلتي ستبدأ قريباً
مدار الساعة ـ