أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين رياضة اخبار خفيفة ثقافة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

الرواشدة يكتب: التعليم العالي.. رؤية جديدة للعدالة.. (4.7) مليون دينار ثمن 'الأرقام المميزة' يُموّل التكافؤ الجامعي


د. أمين الرواشدة

الرواشدة يكتب: التعليم العالي.. رؤية جديدة للعدالة.. (4.7) مليون دينار ثمن 'الأرقام المميزة' يُموّل التكافؤ الجامعي

مدار الساعة ـ

في خطوة جريئة ومحسوبة، كشفت الجهات الرسمية المعنية بملف التعليم العالي عن تعديلات محورية على نظام صندوق دعم الطالب، في دلالة واضحة على أن المرحلة القادمة تقتضي تحويلاً فعلياً للدعم من كونه مجرد إعانة، إلى كونه حقاً مؤسساً على مبدأ العدالة التنافسية.

وهذا التوجه ليس مجرد تغيير إداري، بل هو إعادة صياغة لفلسفة الدعم الحكومي في قطاع التعليم.

القرار، الذي يرفع عدد المنح الكاملة بواقع 112 منحة إضافية، يتجاوز كونه إعلاناً رقمياً، بل يؤكد على التزام حقيقي بتوسيع قاعدة المستفيدين، مستنداً إلى تمويل ذكي وغير تقليدي.

الأهم هنا هو المصدر المالي الذي سيغذي هذا التوسع؛ إذ ستُسهم إيرادات بيع الأرقام المميزة للمركبات، التي قاربت حاجز الأربعة ملايين وسبعمئة وستين ألف دينار، في تمكين نحو 3 آلاف طالب.

وهنا نجد أن هذا ربط مباشر بين موارد الرفاهية الاختيارية وتمويل فرص التعليم الإلزامي، وهو نهج اقتصادي اجتماعي مستنير.

التعديلات الجديدة لم تقتصر على الزيادة الكمية، بل مست صميم آلية التوزيع، حيث تم تحديد معيار تنافس جديد بمجموع 1000 علامة، يوازن بذكاء بين التفوق الأكاديمي (400 علامة) والوضع الاجتماعي والجغرافي، حيث شمل النظام إعطاء وزن كبير للتسجيل في صندوق المعونة الوطنية (300 علامة) وموقع السكن (100 علامة)، وهذا بمثابة اعتراف رسمي بضرورة تحقيق العدالة الجغرافية وتخفيف الضغط عن الفئات الأشد حاجة، ومحاولة لتفكيك العوائق أمام أبناء المناطق الأقل حظاً، وضمان أن البُعد الجغرافي لا يُشكّل عائقاً أمام الاستحقاق.

كما تضمنت الرؤية الجديدة توسيع المظلة الإنسانية لتشمل حالات لم تكن مغطاة سابقاً، مثل الطلبة الذين يكون أرباب أسرهم من ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى تخصيص نسبة 5% من المنح الجزئية والقروض لطلبة المكرمة الملكية لأبناء المعلمين.

هذه التفاصيل تعكس قراءة عميقة للنسيج الاجتماعي وضرورة معالجة الثغرات الإنسانية، مما يضفي على النظام الجديد بعداً أخلاقياً قوياً.

إن إقرار مجلس الوزراء لهذا النظام المُعدّل، تمهيداً لإرساله بصفة الاستعجال، يشي بوجود إرادة سياسية حقيقية لترجمة الشعارات المتعلقة بتكافؤ الفرص إلى إجراءات ملموسة ونافذة.

والأهم هنا هو تأكيد الجهات المسؤولة على أن آلية التقديم ستظل إلكترونية ومجانية بالكامل، في تأكيد على الالتزام بالشفافية وتسهيل الوصول.

لنرى اليوم أن هذه الإجراءات مجتمعة ترسم خريطة طريق واعدة نحو نظام دعم جامعي أكثر إنصافاً وفعالية.

مدار الساعة ـ