في توقيتٍ بالغ الدقة يشهد فيه العالم تحولات سياسية واقتصادية متسارعة يواصل جلالة الملك عبدالله الثاني قيادة مسار الانفتاح الأردني على الشراكات الدولية الجديدة بما يعكس رؤية الدولة في تنويع مصادر القوة وتعزيز حضورها في المحافل العالمية، وتأتي خطوات الانفتاح على القوى الآسيوية تحديداً كخيار استراتيجي ينسجم مع المتغيرات الإقليمية والدولية ويمنح الاقتصاد الأردني فرصاً أوسع للنمو وجذب الاستثمارات.

فشكّلت زيارة جلالته مؤخراً إلى عدد من الدول الآسيوية محطة بارزة في مسار الدبلوماسية الأردنية الحديثة إذ فتحت الزيارة آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي والاستثماري خاصة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والطاقة والزراعة والصناعة والسياحة.

ويجدر القول انه تُعد آسيا اليوم قوة عالمية صاعدة والانفتاح عليها يمنح الأردن مساحة أكبر للدخول في شراكات اقتصادية واعدة واستقطاب استثمارات تسهم في نمو القطاعات الإنتاجية وفتح أسواق جديدة أمام المنتجات الوطنية، وتعكس هذه الزيارات رؤية واضحة لتعزيز الحضور الأردني في شرق آسيا وبناء علاقات تقوم على المصالح المشتركة والاستفادة من الخبرات والابتكارات المتقدمة في تلك الدول، ويأتي هذا التوجّه ضمن مسار استراتيجي شامل يقوده جلالة الملك لتعزيز قوة الدولة الأردنية وتوسيع دائرة شركائها والحفاظ على دورها الفاعل في الساحة الدولية رغم التحديات العالمية المتصاعدة.

ويُجمع الأردنيون على تقدير الجهود الكبيرة التي يبذلها سيدنا في خدمة الوطن إذ يتحرك بثبات وهدوء حاملاً همّ الأردن وشعبه في كل محفل وساعياً بإصرار إلى حماية مصالح الدولة وتعزيز حضورها الدولي وهذا التفاني في العمل يترجم إخلاصاً راسخاً ورؤية واضحة لبناء مستقبل قوي ومستدام للأردنيين.

كما يثمن الأردنيون ما يبذله جلالته من جهد متواصل لدفع الأردن نحو الانطلاق اقتصادياً وسياسياً إلى العالمية عبر رسم سياسات منفتحة وتطوير شراكات مدروسة والعمل على جذب الاستثمارات النوعية، حيث انه بفضل هذه الجهود المتراكمة يواصل الأردن تعزيز مكانته الإقليمية والدولية ويخطو بثقة نحو مرحلة جديدة من التقدم والازدهار.

وبهذه الخطوات يثبت الأردن مرة أخرى قدرته على التحرك بثبات نحو المستقبل وبناء شبكة علاقات متوازنة تُرسّخ مكانته وتفتح أمامه آفاقاً جديدة للتنمية والنهوض الاقتصادي.