لم يعد الاستثمار في الأردن مجرد نشاط اقتصادي أو رغبة في جذب رؤوس أموال جديدة، بل تحول إلى مشروع وطني يقوده جلالة الملك عبدالله الثاني بنفسه، إدراكا منه بأن الاستثمار هو العمود الفقري للنمو، و«المحرك الأهم» لخلق فرص العمل، وتعزيز قدرات الاقتصاد على مواجهة التحديات العالمية المتسارعة، فلماذا يهتم الملك بجذب الاستثمار؟.
لقد راهن جلالة الملك مبكرا على الاستثمار بوصفه «المفتاح الأهم» للنهضة الاقتصادية، فكان الداعم الأول للمستثمرين والمسهل لرحلتهم بالمملكة، والحريص على إزالة كل ما قد يعترض طريقهم، بالمتابعة والتوجيهات المستمرة للحكومات بضرورة توفير بيئة آمنة وجاذبة للمستثمرين تشريعيا واجرائيا.الاهتمام الملكي بالاستثمار لم يقتصر على المتابعة الداخلية، بل امتد لكل دول العالم عبر «جولات» ولقاءات مكثفة مع كبار رجال الأعمال والشركات الدولية، حيث يعرفهم جلالته على الفرص الاستثمارية في الأردن، ويعرض الإمكانات التي تجعل منه بيئة جاذبة ومستقرة وقابلة للنمو، مستندا للاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي، وما تمتلكه المملكة من فرص واعدة وموقع جغرافي مميز.هذا الجهد الملكي أدى إلى فتح أسواق عالمية جديدة أمام المنتجات الأردنية، بفضل الاتفاقيات والشراكات الاقتصادية التي ساهمت في وصول المنتج الأردني لأكثر من 1.7 مليار مستهلك حول العالم، وهي «خطوة استراتيجية» تجاوزت حدود الدعم الاقتصادي إلى تعزيز حضور الأردن في سلاسل التوريد العالمية.وفي الداخل، يواصل جلالة الملك لقاء المستثمرين وأصحاب القطاعات بشكل دوري، سواء في «قصر الحسينية»، أو من خلال زياراته الميدانية للمصانع والمدن الصناعية، حيث يطلع عن قرب على النجاحات والتحديات، كما في زيارة جلالته الأخيرة أمس إلى منشآت صناعية في منطقة القسطل، التي توفر أكثر من 1650 «فرصة عمل» منها مصانع للأدوية والحلويات والمخبوزات.اهتمام جلالة الملك المتواصل ساهم في تدفق «استثمارات بعشرات المليارات» للمملكة، وارتفاع حجم الاستثمار بنسبة 36% في النصف الأول من العام الحالي رغم الظروف العالمية والاقليمية الصعبة، كما ساهمت هذه الاستثمارات في تشغيل مئات الآلاف من الأردنيين، ورفعت الصادرات الأردنية بنسبة 9% خلال أول تسعة أشهر من العام.خلاصة القول، رهان الملك على الاستثمار ليس خيارا اقتصاديا فحسب، بل خيار استراتيجي لبناء المستقبل الأردني وتنمية قدرات الدولة، وتحسين حياة مواطنيها، وإطلاق طاقات الاقتصاد الوطني نحو آفاق أوسع وأكثر تطورا، ولهذا علينا جميعا ان نساند هذه الجهود وندعمها من خلال الاهتمام بالمستثمرين و«فرش السجادة الحمراء» أمامهم.لماذا يراهن الملك على الاستثمار؟
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ