إنّ جولات جلالة الملك المفاجئة والمباشرة على المصانع الحيوية لضمان الأمن الغذائي وسلامة المواطنين، هي رسالة واضحة وفعّالة، تتجاوز حدود التقارير الرسمية والاجتماعات التقليدية. هذه الزيارات ليست مجرد تفقد، بل هي ممارسة عملية للقيادة الحريصة على نبض الوطن ولقمة عيش المواطن.

ضمان الأمن الغذائي: أولوية القائد

يؤكد جلالة الملك، من خلال تفقده المباشر لخطوط الإنتاج ومناقشة القائمين عليها، أن الأمن الغذائي الوطني يقع في صميم الأولويات القيادية. ففي الوقت الذي قد تكتفي فيه المستويات الإدارية الدنيا بتقديم جداول وأرقام، يختار القائد الأعلى أن يلامس الواقع بنفسه، ليتأكد من متانة القاعدة الإنتاجية الوطنية وقدرتها على الصمود والاستدامة. هذه الخطوة الملكية تمنح القطاع الخاص دفعة ثقة ملكية لا تُقدر بثمن، وتشدد على أن الاستثمار في التصنيع المحلي هو استثمار في كرامة الوطن وأمنه.

جرس إنذار للإصلاح والمساءلة

لقد حملت هذه الجولات في طياتها "جرس إنذار" مدوياً لكل مسؤول. فحينما يقرر القائد أن يعتمد على "عينه" بدلًا من "تقرير" المسؤول، فإنها إشارة لا تقبل التأويل بأن زمن الاكتفاء بالإيجازات الورقية قد ولى.

ثقة مطلقة في الميدان: جلالة الملك يؤكد أن تقييم الأداء يبدأ من الأرض، حيث المصانع والعمال، وحيث تُصنع حقيقة الأمن الوطني.

المساءلة الحقيقية: هذه الزيارات غير المُعلنة مسبقًا تُلزم كل مسؤول بمراجعة أدائه، وتضع معيارًا جديدًا للعمل يرتكز على النزاهة والشفافية والنتائج الفعلية، بدلاً من التجميل الإداري.

حافز للتغيير: إنها دعوة علنية للإصلاح المؤسسي، وتأكيد على أن التطوير يجب أن يكون نابعًا من الميدان، بعيداً عن روتين المكاتب المغلقة.

تحية للقائد الملهم

إن حرص جلالة الملك على تلمس احتياجات المواطنين بشكل مباشر، والتدخل الشخصي لضمان قوتهم، هو امتداد للنهج الهاشمي في رعاية الشعب. هذه القيادة ليست مجرد سلطة، بل هي قدوة في تحمل المسؤولية، وتوجيه بوصلة العمل الحكومي نحو ما يخدم مصلحة الوطن والمواطن أولاً.

إن هذه الجولات الملكية هي فعل قيادي بامتياز، يجمع بين المتابعة الحثيثة لملف حيوي، وإطلاق شرارة الإصلاح من خلال الاعتماد على الرؤية المباشرة والميدانية.

حفظ الله الاردن والهاشمين.