دولة رئيس الوزراء المحترم،
تعد حماية الهوية الوطنية مشروع دولة بامتياز، يهدف إلى تحصين الشباب من فوضى الفضاءات الرقمية وتعدد المؤثرات الخارجية. فالشباب اليوم يتحركون بحرية واسعة في فضاءات مفتوحة، لكنها غالبًا موجّهة، وتُصنع لهم سرديات لا تعكس تاريخهم ولا قيم دولتهم. لذلك، يصبح الانتقال من سرديات الفضاء الرقمي إلى سرديات الوطن واجبًا وطنيًا، يتطلب منظومة عمل متكاملة، وليس مجرد طروحات متفرقة بين وزارات متقاربة في الاختصاص والحقل.وفي صميم هذا المشروع يأتي دمج وزارة الثقافة والشباب في وزارة واحدة باسم وزارة الثقافة والشباب والتوجيه الوطني، لتكون المرجعية الموحدة التي تعيد بناء الوعي الوطني وتحيي دور الدولة في قيادة الخطاب والهوية، عبر تكامل الثقافة مع التربية الوطنية والعمل الشبابي. وجود التوجيه الوطني كإطار ثالث يمنح الدولة القدرة على إنتاج خطاب قيم وبناء وعي مستقر، ومواجهة التشويش الرقمي بخطاب وطني واضح ومدروس.وتصبح هذه الوزارة لاعبًا أساسيًا في مشروع الهوية الوطنية، ونجاحها يعتمد على شراكة وطنية واسعة تشمل وزارات التربية والتعليم والتعليم العالي، ووزارة الداخلية، والجامعات، كونها الحواضن الحقيقية للشباب. هذه المؤسسات تبذل جهودًا واضحة، لكن التحديات تتطلب مزيدًا من التنسيق العميق بين الجهات التي تشبك بين الشباب والهوية والتوجيه الوطني.وفي هذا السياق، تأتي عودة خدمة العلم كخطوة مركزية في بناء الهوية. فخدمة العلم ليست مجرد برنامج تدريبي، بل استعادة لروح التأسيس التي قامت عليها الدولة؛ روح الانضباط والمسؤولية والعمل الجماعي. فقد أعاد ولي العهد حضور خدمة العلم بطريقة تحيي أسمى صور التأسيس الوطني، وتمنح الشباب تجربة تصنع الانتماء الفعلي على أرض الواقع.إننا أمام مشروع دولة يربط الجيل بجذوره، يمنحه الثقة بالمستقبل، ويعيد للهوية الوطنية حضورها العميق. ومع وجود وزارة الثقافة والشباب والتوجيه الوطني، وإحياء خدمة العلم بقيادة ولي العهد، يصبح الطريق أكثر وضوحًا نحو جيل يحمل الأردن بثبات ويصون هويته الوطنية.خريسات يكتب: دولة رئيس الوزراء.. الهوية الوطنية وضرورة دمج وزارة الثقافة والشباب والتوجيه الوطني
د. يوسف خريسات
خريسات يكتب: دولة رئيس الوزراء.. الهوية الوطنية وضرورة دمج وزارة الثقافة والشباب والتوجيه الوطني
مدار الساعة ـ