أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

أبو زيد يكتب: على حافة 2026.. أمةٌ ترهقها الأسئلة


زيد أبو زيد
أمين سر المكتب السياسي لحزب مسار

أبو زيد يكتب: على حافة 2026.. أمةٌ ترهقها الأسئلة

زيد أبو زيد
زيد أبو زيد
أمين سر المكتب السياسي لحزب مسار
مدار الساعة ـ

بين الوجع والهزال أخطو نحو عام 2026، عامٌ يستقبله الناس بجرعة تفاؤل بعد أعوام ثقيلة أنهكت المنطقة كلها؛ من غزة التي ما تزال جراحها مفتوحة، إلى السودان الغارق في الصراع، وسوريا التي أنهكها الخراب، وصولًا إلى أزمات تُطوِّق الأمة وتعصف بوعيها ووحدتها.

لكن إلى جانب هذا المشهد العربي المشتعل، يقف الأردن بملفات داخلية لا تقل أهمية؛ ملفات التعليم والصحة العامة والاقتصاد وترهّل الإدارة العامة، وهي تحديات يومية يشعر بها المواطن قبل المسؤول. ورغم صعوبة هذه الملفات، فإن الأمل يتقدم كلما لمسنا جهود جلالة الملك عبدالله الثاني، وهو يجوب العالم مدافعًا عن قضايا الأمة، وساعيًا في الوقت ذاته لجذب الاستثمار ودعم الاقتصاد الوطني.

لقد جاء هذا العنوان من وجعٍ يتوزع بين همّ الأمة الكبرى، وهمّ الوطن الصغير العزيز. وجعٌ يذكرني بما قاله المتنبي وهو يشكو الحمى:

يقول لي الطبيبُ دواك عندي *** وداؤك في الشرابِ وفي الطعامِ

فأرى ملامح الوجع ذاته في جسد الأمة؛ فالعالم العربي لا ينقصه العلم ولا الأبراج ولا الإعلام ولا المال، لكنه يفتقد الإرادة الجامعة، ويقع أسير “طول الجمام”؛ الراحة القاتلة والاستسلام واليأس.

لقد نجح أعداء الأمة في تمزيق معنى الوحدة، واستبدلوه بالإقليمية والمذهبية، وفتحوا الأبواب للفوضى، إرهابًا وقمعًا وتمردًا، حتى أُنهك الإنسان العربي وضاع الوطن في أتون الصراعات.

وعلى الجانب الآخر، فإن الأردن — رغم استقراره الثمين — يواجه تحدياته الخاصة:

• تعليم يحتاج تحديثًا حقيقيًا يعيد للمدرسة دورها التربوي والعلمي.

• صحة عامة مثقلة بنقص الموارد وضغط الخدمات.

• اقتصاد يعاني من البطالة وضعف الإنتاج وغلاء المعيشة.

• وترهّل إداري يحتاج إلى شجاعة إصلاحية وتطوير جاد في عقلية الإدارة وأدائها.

فقرة الأردن والإشادة بحكمة القيادة والجهود الأمنية

وبرغم هذه التحديات، فقد حافظ الأردن على استقراره وسط منطقة ملتهبة؛ وذلك بفضل حكمة جلالة الملك عبدالله الثاني وقربه من شعبه، وبفضل جهود الجيش العربي المصطفوي الذي بقي على الدوام درع الوطن وحصنه المنيع، إضافةً إلى الأجهزة الأمنية الساهرة التي تعمل بعقيدة راسخة لحماية أمن المواطن وصون استقرار الدولة. لقد كانت هذه المنظومة المتماسكة — قيادةً وجيشًا وأجهزة أمنية وشعبًا — العامل الأهم في عبور الأردن للمحن، وبقائه واحة أمن وسط عالم مضطرب.

ومع ذلك، لست يائسًا؛ فالأمة تمتلك ما يجعلها قادرة على النهوض، والأردن قادر على تحويل التحديات إلى فرص إذا مُنح الشباب حقهم في المشاركة وصناعة القرار، وإذا توحّد الجهد خلف مشروع إصلاحي يليق بهذه المئوية الثانية.

فالوجع الحقيقي ليس في الجوع ولا في نقص الموارد، بل في القيود التي أثقلت القلوب، وفي المصالح التي غلّفت العقول، حتى احتاج النهار إلى دليل. وكما قال الشاعر:

وليس يصح في الأفهام شيءٌ

إذا احتاج النهارُ إلى دليل.

مدار الساعة ـ