أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين رياضة اخبار خفيفة ثقافة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

المحيط قادم: انقسام قاري حتمي يغير الخريطة... هل ينفصل شرق إفريقيا عن القارة الأم في المستقبل الجيولوجي؟

مدار الساعة,أخبار خفيفة ومنوعة
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة-كثيرة هي الظواهر الطبيعية المذهلة، لكن ظهور صدع هائل في الأرض يلتهم الطرق والمنازل يبدو كأحد مشاهد أفلام الكوارث، في مارس 2018، شهدت منطقة الوادي العظيم في كينيا حدثا جيولوجيا نادرا، حيث بدأت الأرض بالانقسام بعد هطول أمطار غزيرة، ما كشف شقوقا ضخمة كانت مخفية تحت الرماد البركاني لسنوات.

الصدع، الذي ظهر على الطريق المزدحم بين مدينتي ماي ماهيو وناروك، بلغ عمقه نحو 15 مترا وعرضه أكثر من 20 مترا، مخلفا وراءه دمارا هائلا، وقد اضطر سكان المنازل القريبة إلى الانتقال خوفا على حياتهم، ومن بينهم السيدة ماري وامبوي، البالغة 72 عاما، التي قالت إن البقاء في منزلها أصبح بمثابة "مقامرة مع الموت".

وقال إيليود نجوروجي مبوجوا، أحد سكان المنطقة، إن الأرض انفتحت تحت منزله بشكل مفاجئ، وأصبح البيت غير مستقر إلى حد الهدم.

ويؤكد الجيولوجيون أن الوادي العظيم، الذي يمتد لأكثر من 3000 كيلومتر من خليج عدن شمالا إلى زيمبابوي جنوبا، هو جزء من نظام الصدع الأفريقي الشرقي، حيث تتحرك الصفائح التكتونية ببطء مبتعدة عن بعضها، ويضيفون أن الشقوق والصدوع هي المرحلة الأولى لانقسام محتمل للقارة الإفريقية، وقد تؤدي على المدى الطويل إلى تكوّن محيط جديد وتحويل شرق إفريقيا إلى جزيرة.

تفسير الظاهرة يكمن في ما يعرف بـ"مناطق الضعف" في القشرة الأرضية، وهي شقوق كانت مملوءة بالرماد البركاني جرفته الأمطار، لتظهر على السطح، ويشير الخبراء إلى أن هذه الحركات العميقة للقشرة الأرضية، خاصة قرب بركان سوسوا، تجعل المنطقة عرضة للهزات الأرضية والبراكين، وهو ما رافق ظهور الصدع.

وحاولت السلطات الكينية التعامل مع الأزمة بشكل مؤقت، إذ ملأت بعض الشقوق في الطرق بالحجارة والخرسانة لإعادة الحركة المرورية، لكن الجيولوجيون يحذرون أن هذه الحلول لا تعالج المشكلة الجذرية، لأن الصفائح التكتونية ستواصل تحركها لآلاف السنين القادمة.

ووفقا للباحثة لوسيا بيريز دياز من جامعة لندن، فإن الصدع الذي ظهر جنوب شرق كينيا قد يقسم الصفيحة الإفريقية إلى جزئين، هما صفيحة نوبية في الغرب والأخرى صفيحة صومالية في الشرق.

ويضيف العلماء أن هذه العملية سترافقها ظواهر طبيعية قوية مثل الزلازل والبراكين، وستظل الصدوع الأولى علامة على الانقسام المحتمل للقارة.

هذا الحدث يذكّر البشرية بالتغيرات الطبيعية والعمليات الجيولوجية البطيئة التي يمكن أن تعيد تشكيل معالم القارات على مدى ملايين السنين، ليصبح الوادي العظيم شاهدا حيا على انقسام قادم قد يغير خريطة إفريقيا بالكامل.


مدار الساعة ـ