أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف مناسبات جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

أبو زيد يكتب: من الأردن إلى الإمارات والسعودية… نماذج عربية تُبنى بينما تمارس إسرائيل الإبادة


زيد أبو زيد
أمين سر المكتب السياسي لحزب مسار

أبو زيد يكتب: من الأردن إلى الإمارات والسعودية… نماذج عربية تُبنى بينما تمارس إسرائيل الإبادة

زيد أبو زيد
زيد أبو زيد
أمين سر المكتب السياسي لحزب مسار
مدار الساعة ـ

في لحظة عربية دقيقة، يتفنن البعض في حرف البوصلة وتحويل مسار النقاش من توصيف إسرائيل بوصفها دولة فصل عنصري ترتكب الإبادة الجماعية في غزة وفلسطين، إلى الهجوم على دول عربية تقدّم اليوم نماذج ناجحة في البناء السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

ويجري هذا الهجوم أحيانًا بحق الإمارات ومصر والسعودية والأردن؛ وهي دول أسهمت بجهود كبيرة في الاستقرار الإقليمي، والتنمية الوطنية، وبناء أنظمة حديثة متطورة.

لكن الحقيقة الواضحة هي أن هذه الدول الأربع تقف اليوم في مقدمة المشهد العربي، كل منها على طريقته، وهي تبني وتُصلح وتُحدّث، فيما تواصل إسرائيل انتهاك القانون الدولي، وإزهاق الأرواح، وارتكاب جرائم الحرب التي شاهدها العالم أجمع.

الأردن… ثبات الموقف وعمق الالتزام بفلسطين

لم يكن موقف الأردن يومًا من فلسطين موضع نقاش؛ فالأردن بقي—وبقيادته الهاشمية—أحد أكثر الدول دفاعًا عن القدس والمقدسات، وعن حق الشعب الفلسطيني في التحرر وإقامة دولته المستقلة

ومع كل تصعيد إسرائيلي، كان الأردن يفعّل أدواته الدبلوماسية في المنابر الدولية لوقف العدوان، ويُذكّر العالم بمسؤولياته القانونية.

هذه المواقف ليست طارئة، بل جزء من ثوابت الدولة الأردنية ودورها التاريخي وموقعها الاستراتيجي.

على الصعيد الداخلي، يُقدّم الأردن نموذجًا عربيًا ناضجًا في الإصلاح السياسي التدريجي، وفي بناء حالة من التشاركية بين القيادة والشعب. فقد تبنى الأردن خارطة طريق إصلاحية تعزّز دور الأحزاب، وتمنح الشباب والمرأة مشاركة فعلية، وتعدّل القوانين بما يفتح الباب أمام حكومات برلمانية خلال السنوات المقبلة..

كما أطلق الأردن حزمًا واسعة في التعليم والصحة والاستثمار، وتهيئة بيئة حديثة لنمو الأعمال وتحفيز الابتكار.

الإمارات… نموذج الريادة العربية الحديثة

تُعد الإمارات العربية المتحدة واحدة من أبرز التجارب العربية في بناء دولة عصرية متقدمة خلال فترة زمنية قياسية. فقد تحولت الإمارات خلال خمسين عامًا إلى:

• مركز مالي عالمي

• بيئة استثمارية تنافسية

• دولة متقدمة في المؤشرات التعليمية والصحية

• قوة إنسانية ودبلوماسية تتصدر المشهد الإقليمي

تُدرك الإمارات أن استقرار المنطقة يبدأ من استقرار فلسطين، ولذلك تواصل تقديم أكبر الدعم الإنساني والطبي والإغاثي لأهالي غزة، وتتحرك دبلوماسياً في الأمم المتحدة ومجلس الأمن مطالبة بوقف العدوان.

كما تلعب الإمارات دورًا محوريًا في خفض التصعيد، وحماية المدنيين، وطرح المبادرات الدولية التي تعيد للقضية الفلسطينية حضورها السياسي في المحافل العالمية، في وقت تحاول فيه إسرائيل طمس الحقيقة بآلة الحرب.

قاد الشيخ زايد—المغفور له بإذن الله—نهضة متكاملة الأركان، أعقبه قادة واصلوا المسيرة، ليجعلوا الإمارات الدولة العربية التي لا تنتظر المستقبل بل تصنعه. وفي كل عام تضيف الإمارات إنجازات جديدة، من الفضاء إلى التكنولوجيا، ومن العمران إلى الاقتصاد الأخضر، لتصبح نموذجًا عالميًا في التخطيط والحوكمة والابتكار.

السعودية… الثقل العربي والدور المحوري

أثبتت السعودية، بما تملك من ثقل سياسي وديني واقتصادي، أنها تقف بصلابة مع الحقوق العربية وعلى رأسها الحق الفلسطيني.

ففي كل المنصات الدولية، تؤكد المملكة على وقف جرائم الاحتلال، وتعيد التأكيد على مبادرتها التاريخية — مبادرة السلام العربية — بوصفها الإطار الأوضح لإنهاء الصراع.

كما تبذل جهودًا كبيرة في لمّ الشمل العربي وإسناد الفلسطينيين سياسيًا وإنسانيًا، وهي تقود مواقف واضحة ومسؤولة تحمي الأمن الإقليمي وتدعم الاستقرار.

مصر… القلب النابض للملف الفلسطيني

تظل مصر اللاعب المركزي في الملف الفلسطيني، فهي بوابة غزة، وراعية ملفات التهدئة والمصالحة،وصاحبة الدور الأمني والسياسي الأكثر تأثيرًا.

وتتحرك القاهرة اليوم بوساطاتها واتصالاتها مع كل الأطراف الدولية لوقف العدوان، فيما تحتضن آلاف الجرحى وتنسّق الجهود الإغاثية.

كما تواصل مصر الدفاع عن حل الدولتين باعتباره الحل الوحيد الذي يوقف النزف ويعيد الحقوق لأصحابها، وتظل الضامن الرئيسي لأي اتفاق مستقبلي يحفظ الأمن الإقليمي.

في زمن يحاول فيه البعض حرف البوصلة عن الاحتلال إلى مهاجمة دول عربية، تُثبت الوقائع أن الأردن والإمارات والسعودية ومصر ليست مجرد دول مستقرة أو اقتصادات صاعدة؛ بل هي قلاع سياسية تدافع عن استقرار المنطقة، وتُسند الحق الفلسطيني، وتتصدى للاحتلال في المنابر الدولية، وتعمل من أجل السلام العادل لا السلام المفروض بالقوة.

إن الحقيقة الواضحة أن هذه الدول الأربع تُشيّد نماذجها الوطنية بالتوازي مع قيامها بأدوار عربية محورية، بينما تواصل إسرائيل الإمعان في الإبادة الجماعية، وتحدّي القانون الدولي، وممارسة سياسات الفصل العنصري.

وهكذا يبقى البناء عربيًا… وتبقى الجريمة إسرائيلية

مدار الساعة ـ