أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب مجتمع أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف مناسبات جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

مدار الساعة,أخبار خفيفة ومنوعة,الذكاء الاصطناعي
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة -بعد الهجوم النووي الأمريكي على هيروشيما وناغازاكي، خيّم الخوف من الحرب النووية على العالم لعقود. وعندما التحقت بالجامعة في ثمانينيات القرن الماضي، كان الطلاب يتظاهرون ضد نشر الأسلحة النووية في قاعدة غرينهام كومون الجوية جنوب إنجلترا. أما أطفالي فكانت نشأتهم في جوٍ مختلف تماماً، بعدما انحسر خطر الحرب النووية مع انتهاء الحرب الباردة.

وبعد أن تبنت روسيا والولايات المتحدة مبدأ ضبط التسلح، انخفض المخزون العالمي من الأسلحة النووية بنحو 80%، لكن الآن، عاد التهديد النووي بقوة.

وأثناء تناول الشاي والكعك مع قدامى المحاربين، تباهى فلاديمير بوتين أخيراً بالتجربة الناجحة لطائرة مسيرة تحت الماء، قادرة على حمل صاروخ نووي، وهي «فريدة من نوعها في العالم».

كما أعلن دونالد ترامب أنه قرر تجديد تجارب الولايات المتحدة للأسلحة النووية، ما يعني انتهاء وقف اختياري استمر لأكثر من 30 عاماً.

وكان اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا عام 2022 قد أعاد التهديد النووي إلى مركز السياسة العالمية. ومنذ البداية، استخدم بوتين التهديد النووي لتحذير الغرب.

وقد أخذت تهديداته بالفعل على محمل الجد. بل في مرحلة ما من أواخر عام 2022، قدرت وكالات الاستخبارات الأمريكية أن هناك احتمالاً بنسبة 50% أن تستخدم روسيا أسلحة نووية ميدانية.

وبينما يعد بوتين محور القصة النووية الجديدة، إلا أن هناك تفاصيل فرعية أخرى تنذر بالخطر، فمنذ عام 2020، ضاعفت الصين مخزونها من الأسلحة النووية إلى حوالي 600 - ويبدو أن ترسانتها ستتضاعف مرة أخرى في غضون العقد المقبل.

وبينما يعد هذا الحشد من جانب الصين هو الأبرز، فإن جميع الدول التسع المسلحة نووياً - من بريطانيا إلى كوريا الشمالية - تعمل حالياً على تحديث ترساناتها النووية وتوسيعها في غالب الأحيان. وبموازاة ذلك، تتساقط معاهدات الحد من الأسلحة النووية واحدة تلو الأخرى.

وقد يجادل المؤمنون بقوة بفكرة «توازن الرعب» بأن هذا العصر النووي الجديد قد لا يكون بالضرورة أمراً سيئاً، إذ لم تصل الحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتي والغرب إلى حالة اشتعال أبداً - ويعود ذلك إلى حد كبير إلى الخوف من الدمار المتبادل المؤكد. فهل يمكن أن يكون انتشار الأسلحة النووية، على عكس المتصور، قوة من أجل السلام؟ هذه للأسف حقيقة جزئية خطيرة.

وكان العالم قد اقترب بشكل مخيف من الحرب النووية في مناسبات عدة، فخلال أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، اتخذ قائد غواصة سوفييتية قراراً بالتوجه نحو الأسلحة النووية قبل أن يقوم زميل له بإبطال القرار.

وفي عام 1983، دخلت أنظمة الإنذار في الاتحاد السوفييتي في حالة تأهب قصوى، بعد إشارات خاطئة إلى أن البلاد تتعرض لهجوم نووي، لكن الضابط المسؤول قرر عدم تمرير الرسالة إلى سلسلة القيادة - ما حال دون اتخاذ قرار بالرد. كما شهدت الولايات المتحدة إنذارات كاذبة جعلت البلاد على وشك الضغط على الزر النووي بشكل خطير.

وغالباً ما أصبح المطلعون على بواطن الأمور والذين كانت لديهم معلومات عن هذه الحوادث القريبة للغاية من الخطر دعاة للحد من التسلح. كذلك، فإنه في عام 2007، دعا هنري كيسنجر وجورج شولتز ــ وزيرا الخارجية الأمريكيان السابقان واللذان لا يعتبرهما أحد بالتأكيد من دعاة السلام السذج ــ إلى «عالم خال من الأسلحة النووية».

إن التراكمات النووية قد تكون حالياً أكثر خطورة من تلك التي شهدتها الحرب الباردة لسببين رئيسيين. أولاً، هناك تهديد متزايد بالانتشار النووي، فهجوم روسيا النووية على أوكرانيا غير النووية - إلى جانب موقف إدارة ترامب الغامض تجاه حلفائها - قد يضع احتمال امتلاك أسلحة نووية بقوة على أجندة الدول التي تخشى من زوال المظلة الأمنية الأمريكية.

وتشمل الدول النووية الجديدة المحتملة كوريا الجنوبية واليابان وبولندا وحتى ألمانيا. كما قد تحاول إيران، التي لا تزال تعاني من آثار الهجوم الإسرائيلي الأمريكي على منشآتها النووية، إعادة بناء برنامجها.

ويزيد الذكاء الاصطناعي بدرجة كبيرة من المخاطر المحتملة – إذ يسهل على الدول، أو حتى الجهات الفاعلة غير الحكومية، بناء أخطر الأسلحة في العالم. كما يتسع النقاش حول خطر اختراق أو تعطيل أنظمة القيادة والتحكم في الأسلحة النووية من خلال الهجمات الإلكترونية.

إن الكثير في هذا السياق يعتمد على نتيجة الحرب في أوكرانيا، فعلى مدار السنوات الثلاث الماضية، أصبح تهديد بوتين النووي أقل فعالية. كما أصبحت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون - الذين ترددوا في تزويد أوكرانيا حتى بأسلحة دفاعية في بداية الحرب - أكثر جرأة.

وتشجعت أوكرانيا الآن على ضرب أهداف في عمق روسيا باستخدام الاستخبارات والصواريخ الغربية، وهو ما كان من المحرمات في عام 2022.

ويعكس هذا التغيير في السياسة قناعة متنامية بأن عتبة استخدام روسيا للأسلحة النووية أعلى بكثير مما يريد بوتين أن يصدقه العالم الخارجي.

وإذا حاقت بروسيا الهزيمة في نهاية المطاف بأوكرانيا - أو توقفت الحرب تماماً - فقد يستنتج العالم الذي يراقب الحرب جيداً أن الأسلحة النووية ليست مفيدة كما اعتقد كثيرون. كما سيكون الكرملين قد استثمر مبالغ طائلة في قدرة نووية لن يتمكن من استخدامها في النهاية.

لكن إذا انتصرت روسيا على أوكرانيا بينما يقف الغرب مكتوف الأيدي، فقد يكون الاستنتاج الشائع أن مجرد امتلاك الأسلحة النووية يسمح لدولة ما بشن حرب تقليدية على جار غير نووي - دون خطر التدخل الخارجي الحاسم لرد المعتدي. وقد يتم التقاط الرسالة من دول نووية أخرى، مثل كوريا الشمالية والصين، وكذلك جيرانها غير النوويين.


مدار الساعة ـ