أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات دين بنوك وشركات خليجيات مغاربيات ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

المساعدة يكتب: صهيلُ العاديات… والأسودُ تربضُ بالجنبات (فيديو)


جهاد مساعدة

المساعدة يكتب: صهيلُ العاديات… والأسودُ تربضُ بالجنبات (فيديو)

مدار الساعة ـ

يا لهذا العنوانِ ما أعظمه، وللمعنى ما أعمقه، وللدلالة ما أسمقها!

فهو عنوانٌ وُلد من رحم الوطن، ورضع من صدر البطولة، وتربّى في معسكرات الجيش العربي الأردني، حيث الصهيلُ لغةٌ، والسيفُ بيانٌ، والولاءُ عقيدةٌ.

إنّ صهيلَ العادياتِ ليس مجرّدَ صوتٍ يملأ الأفق، بل هو نبضُ الكرامةِ إذ تضربُ الأرضَ حوافرُ العزم، وهو أنفاسُ الفرسانِ وهم يُعيدونَ للريحِ معناها.

وفي المقابل، فإنّ الأسودَ تربضُ بالجنبات، صورةٌ تُغني عن مئةِ خطبةٍ، وتفيضُ حكمةً وسكونًا وهيبةً؛ فهي تدلُّ على السكونِ الواعي الذي يسبقُ العاصفة، وعلى استعدادٍ لا ينام، ووطنٍ لا يغفلُ عن حراسته لحظةً أو طرفةَ عينٍ.

وليس غريبًا أن يسكنَ هذا العنوانُ ذاكرةَ الميدان؛ فقد كان الراحلُ العظيمُ، المغفورَ له بإذن الله، جلالةَ الملكِ الحسينَ بنَ طلالٍ، طيّبَ اللهُ ثراه، من جعلَ من الأسودِ الرابضةِ بالجنباتِ رمزًا لجيشٍ لا يُفاجأ، وعقيدةٍ لا تُهزم، وكرامةٍ لا تُساوم.

في عهده وُلدت الكلمةُ من بين الخنادق، وتحولَ الانضباطُ إلى فنٍّ، والإيمانُ إلى سلوكٍ وطنيٍّ دائمٍ.

لقد علّمَ جيشه أنَّ الصبرَ زادُ المقاتل، وأنّ الزئيرَ لا يُطلقُ إلا إذا دعا الواجبُ؛ فكان الحسينُ المعلّمَ والقائدَ، وهو من زرعَ في الميدانِ معنى الجنديةِ الأردنيةِ التي تتعبّدُ في محرابِ الولاء.

ثمّ جاءت المسيرةُ الممتدّةُ بقيادةِ جلالةِ الملكِ عبداللهِ الثاني؛ فازدادَ الصهيلُ إشراقًا، وتجددت في الأسودِ الرابضةِ روحُ العصر.

وما تزالُ ميادينُ التدريبِ تشهدُ حكمتَه وتوجيهَه، وهو يُعيدُ تعريفَ القوةِ لا بالسلاحِ وحده، بل بالعقلِ المنضبط، وبالإنسانِ الذي يُفكّر كما يُقاتل: بذكاءٍ، وانتماءٍ، وإخلاصٍ.

وفي ظلِّ قيادته ارتقت العقيدةُ العسكريةُ إلى مستوى الدولةِ الحديثة؛ جيشًا محترفًا يملكُ إرادةَ الردع، ويحملُ رسالةَ السلام.

وإلى جانبه وليُّ العهدِ الأمينُ، الأميرُ الحسينُ، يخطُّ في الساحاتِ ملامحَ الجيلِ الجديدِ من القادة.

يؤمنُ أنَّ الفروسيةَ ليست إرثًا فحسب، بل مسؤوليةٌ تُورّثُ كما يُورّثُ المجدُ؛ وأنَّ السلاحَ الذي لا يُصانُ بالعقلِ يُصبحُ بلا روحٍ ولا معنى.

وهكذا تتابعَ الصهيلُ من جيلٍ إلى جيلٍ، ومن ميدانٍ إلى ميدانٍ، حتى صارَ العنوانُ درسًا في البيانِ كما هو درسٌ في الولاء.

صهيلُ العادياتِ هو نغمةُ الوطنِ حين ينهض، والأسودُ تربضُ بالجنباتِ هي حكايةُ الأردنّ حين يحرسُ ذاته بعيونٍ لا تنام، وقلوبٍ تشتاقُ إلى التضحية.

فيا أبناءَ الجيشِ العربي، إنّكم حماةُ الوطنِ، وحَمَلةُ الرايةِ، والسائرون خلفَ عبدالله.

فليكن صهيلُكم وعدًا، وربوضُكم سكينةً، وعَلَمُكم الخالدُ شاهدًا أنّ الأسودَ، وإنْ ربضتْ، لا تنامُ، بل تنتظرُ أمرَ الميدان.

مدار الساعة ـ