لقد وَصَلَنَا على وسائل التواصل الإجتماعي عدد من الفيديوات المسجلة على أَلْسُنِ عددٍ من الأشخاص والتي فيها تذمر من واعتراض على وانتقاد للمسؤولين في دولتنا العزيزة الأردن على بدء تنفيذ تركيب كاميرات حديثة جداً من قبل شركات مختصة وبالالاف في معظم مناطق العاصمة عمان وبأمر من الحكومة، لمراقبة تصرفات سائقي المركبات مع أنفسهم (يتكلمون على الهاتف يشربون ويأكلون … الخ) ومع مركباتهم (في تجاوز السرعات المحددة للمركبات على الطرق وقوانين السير في التجاوزات … الخ) ومع البيئة المحيطة بهم (كرمي المهملات من نوافذ المركبات وتظليل شبابيك مركباتهم حتى لا يتعرف عليهم أحد أو يكشف ما يفعلون داخل مركباتهم أو إغلاق الطرق أو خروج الأشخاص من نوافذ المركبات بشكل غير مسموح به … الخ).
وبغض النظر عن الأسباب التي أجبرت الجهات المعنية والحكومة على ذلك، أليس من الأجدر بنا ونحن المسلمين أولاً قبل غيرنا من أتباع الرسالتين السابقتين اليهودية والمسيحية أن نتدبر ما يقوله الله في كتابه العزيز القرآن الكريم، أليس بالأجدر بنا أيضاً أن نخشى ونخاف من الكاميرات الربَّانية التي لا يجاريها أحدث وأرقى الكاميرات التي صنعها البشر والتي يستخدمها الملكان الرقيب والعتيد على كل إنسان من مخلوقات رب العالمين (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (ق: 18))، ونضبط تصرفاتنا مع أنفسنا ومع غيرنا من أشياء حولنا؟!ألم يقل الله إنه أحق أن نخشاه؟! (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا، أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ أَتَخْشَوْنَهُمْ ۚ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (الأحزاب: 37، التوبة: 13)). فإننا لا نخاف ولا نكترث ولا نحسب حساباً لعقوبة الله لأن الله أجَّلها أو أخَّرها ليوم الحساب ونكترث فقط في العقوبات الدنيوية الفورية؟!. والأدهى والأمر من ذلك أننا عندما نزور أو نقيم في الدول الأجنبية نجد قوانين تلك الدول الأجنبية ممتازة ونطبقها بحذافيرها، أما عندما تفرض تلك القوانين والأنظمة من حكومتنا ودولتنا علينا نعترض ونتذمر ونشتكي. فنحن نطالب الناس أجمعين في بلدنا العزيز أن يخشوا الله والملكين الرقيب والعتيد قبل أن يخشوا كاميرات الحكومة.
فلا نرى بصراحة أي مبرر نهائياً لأولئك الذين سجلوا فيديوهات يعترضون أو يتذمرون أو يشكون فيها على موافقة الحكومة على تركيب 5500 خمسة آلاف وخمسمائة كاميرا حديثة من قبل الجهات المعنية لمراقبة تصرفات سائقي المركبات، بل عليهم أن يؤيدوا الحكومة ويشكروها على ذلك لضبط كل من لا يضبطه دينه ونفسه وتربيته البيتية وأخلاقه وشهاداته العلمية التي يحملها … الخ في تصرفاته مع غيره من الناس أو مع حوله من الأشياء في البيئة المحيطة به.