أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات دين بنوك وشركات خليجيات مغاربيات ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

الوريكات يكتب: إدارة تستحق الاحترام انطباعاتي عن مؤسسة المتقاعدين العسكريين


عبد المنعم الوريكات
عقيد متقاعد

الوريكات يكتب: إدارة تستحق الاحترام انطباعاتي عن مؤسسة المتقاعدين العسكريين

مدار الساعة ـ

كلمة حق وتجربة شخصية:

تُعدّ المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى من المؤسسات الوطنية التي تحمل رسالة نبيلة، إذ تُعنى برعاية من أفنوا أعمارهم في خدمة الوطن وحملوا رايته في الميدان

ولأن الانطباع الحقيقي لا يُبنى على السماع، بل على التجربة، فقد تشرفت اليوم بزيارة للمؤسسة لأول مرة منذ تقاعدي، زيارة عمل كشفت لي الكثير مما يبعث على الفخر والطمأنينة

منذ لحظة دخولي إلى المبنى، كان الانطباع الأول واضحاً، الأبواب مفتوحة، لم أجد بابًا مغلقًا في أي من الطوابق، ولم أرَ مكتباً خالياً من موظفيه، في كل زاوية، هناك حضور فعّال، وجه بشوش، ومكتب يعمل

في الاستقبال، سُئلت عن وجهتي، فتم إرشادي مباشرة إلى المكتب المعني من دون أي أسئلة أو تعقيدات، ودون طلب موعد مسبق أو معاملات شكلية تبني الحواجز النفسية بين المواطن والمؤسسة

وفي المكتب الذي قصدته، وجدت صدوراً رحبة ووجوهاً تستقبِل بابتسامة، ومعاملة تُنجز بسلاسة خالية من البيروقراطية التي طالما اشتكى منها الناس

وخلال جولتي، التقيت بالعميد الركن المتقاعد عاكف العبادي، فوجدته كما يُقال: “الرجل المناسب في مكانه خلف مكتبه المفتوح كقلبه، منشغل في إيجاد الحلول، وجبر الخواطر، ومساعدة كل من قصد المؤسسة بحاجةٍ أو معاملة، بل إنني شهدته يصلح بين مراجعين اختلفوا فيما بينهم، ليؤكد أن روح الخدمة لا تقتصر على المعاملة الإدارية فحسب، بل تمتد إلى بناء العلاقات وتقديم رسالة إنسانية طيبة

ثم تشرفت بلقاء عطوفة مدير المؤسسة اللواء الركن المتقاعد عدنان الرقاد، الرجل الذي يجسّد مفهوم القيادة الميدانية بكل معنى الكلمة، لم أجده خلف مكتبه، بل في صالة الانتظار بين المراجعين، يستمع، يسأل، ويستجيب، وبعدها رأيته يمدّ يد العون لمن يحتاج، بما يُتاح للمؤسسة من إمكانات، وبما يعكس روح المسؤول الوطني الحريص على أبناء وطنه

خرجت من المؤسسة وأنا أقولها عن قناعة، هكذا تكون الإدارة الوطنية، إدارة لا تتعامل مع المواطن كعبء أو رقم في طابور، بل كصاحب حق تُبذل الجهود لخدمته واحترامه، وما رأيته اليوم ليس مجرد سلوك فردي، بل نموذج يجب أن يُحتذى في مؤسسات الدولة كافة، لتُستعاد الثقة بين المواطن والإدارة العامة

هذا البوح ليست دعاية، ولم تكن زيارتي لطلب العمل أو المساعدات التي تقدمها المؤسسة مشكورة، بل شهادة حقّ، كتبتها بصدق التجربة وإيمان الجندي بأن الوطن يُبنى حين تتقدّم خدمة الناس على المظاهر والمكاتب المغلقة

مدار الساعة ـ