أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

منقذ الرواد الافتراضي! كيف أصبحت 'العين الافتراضية' الحل السحري لدوار العودة القاتل

مدار الساعة,أخبار التكنولوجيا، التقنيات
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة -في الوقت الذي يتزايد فيه الاهتمام بآثار رحلات الفضاء على صحة الإنسان، والتي عادة ما تركز على مخاطر الإشعاع وفقدان العظام، برز قلق «أقل شيوعاً» لكنه أكثر إزعاجاً ومباشرة: دوار الحركة الناتج عن العودة إلى الأرض.

وكشفت أبحاث حديثة أجراها فريق من مهندسي الطيران، ونُشرت أصلاً في موقع «ذا كونفرسيشن»، عن حل غير دوائي واعد يمكن أن يُبقي رواد الفضاء متيقظين وقادرين على الاستجابة للطوارئ أثناء لحظات الهبوط الحرجة، وهو: سماعات الواقع الافتراضي.

يشرح الخبراء أن دوار الحركة، سواء في السيارة أو في الفضاء، هو في الأساس صراع حسي بين ما يختبره الجسم وما يتوقعه الدماغ بناءً على التجارب السابقة.

الحاسة السادسة (الجهاز الدهليزي) الدماغ يعتمد على هذا الجهاز، الموجود في الأذن الداخلية، لفهم كيفية حركة الجسم في الفضاء، وتكون توقعاته مبنية على وجود جاذبية الأرض وعندما يدور رائد الفضاء في مدار منعدم الجاذبية، يتلقى جهازه الدهليزي إشارات «صفر جاذبية»، بينما يتوقع الدماغ وجودها. هذا التناقض يؤدي إلى دوار الحركة في الفضاء.

عند العودة للأرض بعد أن يتكيف الدماغ مع انعدام الجاذبية في الفضاء («التدرب على الإبحار»)، يصبح غير متوقع لجاذبية الأرض. وعند العودة، يحدث التناقض مجدداً، ما يسبب دوار الحركة الناتج عن إعادة التكيف الأرضي.

يُعاني أكثر من نصف رواد الفضاء من أعراض دوار الحركة عند الوصول إلى الفضاء وعند العودة إلى الأرض بمعدل حدوث مماثل.

حل غير دوائي

عادة ما يلجأ رواد الفضاء إلى الأدوية المضادة لدوار الحركة. إلا أن هذه الأدوية تحمل مخاطر وآثاراً جانبية، أبرزها النعاس وفقدان الفعالية بمرور الوقت. هذه الآثار قد تكون كارثية عند الهبوط، حيث يكون الرائد مقيداً في كبسولة عائمة على الماء (خاصة بعد تقاعد مكوك الفضاء)، ويجب أن يحافظ على تركيزه لأي طارئ.

النافذة الافتراضية

أجرى فريق البحث تجربتين لمحاكاة عودة رواد الفضاء وتعرضهم لـ «أمواج المحيط»، بهدف التلاعب بالمعلومات البصرية للتخفيف من الدوار. وقد استخدموا سماعات الواقع الافتراضي لإنشاء «نافذة افتراضية كاملة الرؤية» للمشاركين، مع تتبع دقيق لحركة الكبسولة.

تشير هذه النتائج إلى أن عرض حركة الكبسولة الحالية والمستقبلية من خلال سماعة رأس يمكن أن يقلل من دوار الحركة إلى النصف تقريباً، من خلال إرضاء توقعات الدماغ بمطابقة المعلومات البصرية مع مدخلات الجهاز الدهليزي.

فوائد تتجاوز الفضاء

يؤكد الباحثون أن هذا الحل لا يقتصر على رواد الفضاء فقط، بل يحمل وعداً لجميع الأشخاص المعرضين لدوار الحركة على الأرض، خاصة في وسائل النقل التي لا تسمح بالرؤية المباشرة للطريق مثل الطائرات والقطارات والحافلات، موفراً بذلك بديلاً آمناً وفعالاً للأدوية ذات الآثار الجانبية.


مدار الساعة ـ