أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

الديري تكتب: فيروس العلاقات.. الزوجة السامة بين خبث القلب وغفلة المنصتين


حلا الديري

الديري تكتب: فيروس العلاقات.. الزوجة السامة بين خبث القلب وغفلة المنصتين

مدار الساعة ـ

في نسيج العلاقات الأسرية الممتدة، قد يظهر عنصر غريب، دخيل، يعمل بهدوء وثبات على تفكيك الروابط باسم الغيرة والحقد. نتحدث هنا عن الزوجة "السامة" التي لا تكتفي بإنكار الخير والمعروف الذي تتلقاه من أهل زوجها، بل تتحول إلى ناقلة للفتن، تبث سمّها في محيط العائلة والأصدقاء والجيران.

إنكار الجميل ونشر الوباء

الأمر الأكثر إيلاماً في هذه الحالة هو أن الزوجة السامة غالباً ما تُقابل اللطف والمعاملة الحسنة بإنكار تام للجميل. يصبح "إنكار الخير" سمة أساسية في سلوكها. فبسبب قلب يغلب عليه الحقد أو شعور دائم بالنقص والغيرة، لا تجد راحة إلا في تقويض سعادة الآخرين وإظهارهم في أسوأ صورة.

لا يقتصر سمّها على بيت الزوجية أو أهل الزوج؛ بل يتحول إلى وباء اجتماعي. تبدأ بنقل الكلام، تحريف المواقف، وبث الفتنة بين الأقرباء والجيران. هي تحترف فن خلق الدراما والأكاذيب الصغيرة، وتجد متعة في رؤية أثر كلماتها السلبية على علاقات المحيطين. هدفها ليس حل المشاكل، بل تدمير الثقة، فتحول المحيط الاجتماعي إلى حلبة صراع.

العتاب الحقيقي ليس على الزوجة المريضة، بل على المُصدّق

هنا تكمن النقطة الجوهرية التي يجب أن نتوقف عندها: صحيح أن الشخصية السامة قد تكون نتاج اضطرابات نفسية عميقة، قد لا تُعاقب عليها، ولكن العتاب الحقيقي يقع على الجيران والأصدقاء والمستمعين الذين يمدون لها أذنهم والاستماع لها

قال تعالى:

﷽﴿

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾[ سورة الحجرات: 6].

إن الزوجة السامة هي مجرد مرسل للسمّ، لكن المستمع هو الذي يقرر أن يصبح ناقلاً شريكاً أوضحية ساذجة. عندما يُقابل الكلام المنقول والثرثرة الخبيثة بـالشكوك والتحقق بدلاً من التسليم والترويج، فإن سمّها يموت في مهده.

إن القبول غير النقدي للإشاعات، وإرخاء الأذن لـ "نميمة" تُشعل النيران بين العائلات، هو تواطؤ صامت يهدم البيوت. فلو وجد ناقل الفتنة آذاناً صماء، لجفّت ينابيع حقدها.

العلاج يبدأ بالحصانة الاجتماعية

على المجتمع أن يطور مناعة ضد هذا الفيروس الاجتماعي. هذه المناعة تبدأ بـرفض نقل الكلام: عدم المساهمة في تداول ما يُقال خلف الأبواب المغلقة.

عندما يُنقل لك قول سيئ عن قريب، اقطع الحبل عن ناقله بكل قوة كما يقال من ينقل لك ينقل عليك.

واعزل مصدر السم: إظهار عدم الاهتمام بثرثرة ناقل الفتنة، مما يحرمه من "جمهور" يشعل به ناره.

إن الزوجة السامة لن تتوقف ما دامت تجد من يصدقها ويستمع إليها. لذا، فإن حماية النسيج الاجتماعي من هذا الوباء هو مسؤولية كل فرد قرر ألا يكون عوناً للفتنة والخراب

مدار الساعة ـ