أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

الزبن يكتب: الزمالة البرلمانية رحلة نحو التأثير


علاء الزبن

الزبن يكتب: الزمالة البرلمانية رحلة نحو التأثير

مدار الساعة ـ

لطالما كنت مؤمنًا بأن الإعلام لا يقتصر على نقل الخبر ، بل يتجاوز ذلك ليكون شريكًا في صناعة القرار وتعزيز وعي المجتمع ، وهنا جاءت رغبتي في الانضمام إلى برنامج الزمالة البرلمانية في دورته السادسة ، الذي ينفذه صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية ، والذي يمنح الشباب فرصة حقيقية للاطلاع عن كثب على العمل التشريعي والرقابي داخل مجلسي النواب والأعيان ، من خلال المتابعة اليومية للجلسات النيابية واللجان المتخصصة

منذ اليوم الأول ، وجدت نفسي أمام تجربة عملية تُترجم ما تعلمناه في القاعات الجامعية إلى واقع ملموس ، وأن قبة البرلمان لا تشبه ما نراه في نشرات الأخبار فقط ، بل هناك تفاصيل كثيرة وراء كل جلسة وكل قرار ، هناك جهد كبير يُبذل داخل اللجان لمتابعة القوانين ومناقشة السياسات العامة ، وهو ما جعلني أستحضر قول جلالة الملك عبدالله الثاني في خطاب العرش السامي خلال افتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة العشرين :

“ لقد قطعنا شوطًا ليس بالقليل في الإصلاحات التي تعهدنا بها ، لكن ما زال الطريق أمامنا طويلًا ويتطلب عملًا منقطع النظير "

هذه التجربة ساعدتني على فهم أعمق للعلاقة بين الإعلام والسياسة ، وكيف يمكن للصحفي أن يسهم في نقل الصورة بموضوعية ودقة ، مع الالتزام بمسؤوليته تجاه المجتمع ، لما تتيحه من فرصة للاحتكاك المباشر بصنّاع القرار

بصفتي خريج صحافة وإعلام ، أؤمن أن تمكين الشباب يبدأ من منحهم الفرصة للمشاركة الفعلية في مؤسسات الدولة ومواقع صنع القرار ، فالمعرفة وحدها لا تكفي دون تجربة عملية وقد أكد جلالة الملك على أهمية دور الشباب حين قال :

“هذه الأرض المباركة ولّادة الأحرار والشباب الأردني جند لهذا الوطن ”

مشروع الزمالة البرلمانية جعلني أكثر إيمانًا بأن الشباب قادرون على إحداث التغيير الإيجابي عندما تتاح لهم المساحة للتعبير والعمل ، وأن الإعلام يمكن أن يكون شريكًا حقيقيًا في مسيرة الإصلاح الوطني

في كل يوم من أيام البرنامج ، كنت أشعر بأننا نمثل جيلًا جديدًا من الشباب يؤمن بالحوار والمواطنة ، ويبحث عن دوره في بناء وطنه بعيدًا عن الشعارات

اليوم ، وأنا أكتب هذه السطور ، أشعر بالامتنان لكل القائمين على هذا المشروع لإتاحة هذه الفرصة التي ربطت بين شغفي بالإعلام وإيماني بأهمية المشاركة السياسية ، هذه التجربة جعلتني أزداد يقينًا بأن الإعلام يمكن أن يكون صوت الشباب وعين المجتمع ، وأن العمل العام يبدأ من الفهم والممارسة ، ومن الإيمان بأن خدمة الوطن واجب مقدس علينا جميعًا ، كما قال جلالة الملك :

“فلا خوف على الأردن القوي بشعبه ومؤسساته ، وسيبقى كذلك بعون الله تعالى ”

الزمالة البرلمانية ليس مجرد برنامج ، بل رحلة وعي ومسؤولية شكلت جزء من هويتي سأحملها معي أينما ذهبت ، وسأبقى مؤمنًا بأن التغيير يبدأ من فكرة ، والفكرة تبدأ من تجربة … مثل هذه التجربة .

مدار الساعة ـ