من زاوية الحياد والكلمة المسؤولة أشيد بداية بموقف الأردن – المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله والجامعة العربية المحايد من الحرب هذه، وبجهد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، والدعوة للحوار المستمر وللسلام العادل الضامن لسيادة كل طرف فيها ووفقا لأحكام القانون الدولي. وفي المقابل الإعلام الدولي مطالب بأن يعي بأمانة حقائق الحرب ومن دون الحاجة للإنحياز، والتمسك بالحقيقة وما وراءها بهدف الوصول للسلام المنشود الذي يقبل به الطرفان المتحاربان في زمن الحاجة للسلام والتنمية الشاملة، وليس لحرب قد تقود لحرب ثالثة مدمرة للحضارات والبشرية جمعاء.
قناعتي الشخصية تقول بأن عائلة روتشيلد اليهودية المؤسسة في القرن الثامن عشر والأكثر ثراء في العالم، والتي تخلصت منها روسيا عام 2017 لأسباب روسية سيادية، ومنظمة (الأيباك) اليهودية/ الإسرائيلية – الأمريكية التي تأسست عام 1953 في واشنطن، والولايات المتحدة الأمريكية – جو بايدن وجهازها الاستخباري (سي أي إيه )، والاتحاد الأوروبي وأجهزته الاستخبارية وفي مقدمتهم البريطاني (إم أي 16) لتحقيق الأهداف الاستراتيجية الأنية وغيرها بعيدة المدى، وفي مقدمتها، ديمومة الحرب الباردة، وضمان إستمراية سباق التسلح، واستهداف سيادة روسيا الاتحادية بسبب نهوضها المستمر على أكثر من مستوى اقتصادي على مستوى أسيا ووسط توجه تعددية الأقطاب الذي تقوده ويمثل شرق وجنوب العالم وينفتح على الغرب، ولكونها، أي روسيا الأكثر تفوقا في قوة النار النووية، والمتطورة في الفضاء، وفي التكنولوجيا، وفي الصناعات النووية السلمية، وصاحبة أكبرمخزون من المصادر الطبيعية ومنها النادرة الثمينة، وعلى مستوى المساحة الجغرافية عالميا. ولأنها الأكثر تمسكا في القانون الدولي، والمطالبة بحوكمة العالم تجاه بناء قانون دولي عادل، وأمم متحدة عادلة تختلف بمضمونها عما بنته وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية عام 1945 بهدف منع الحرب وفي صدارتها الثالثة النووية المدمرة للكرة الأرضية.وجذور الحرب الأوكرانية بدأت من وسط موجات الانتخابات الرئاسية الأوكرانية عام 2004 وبعد ذلك، والصراع الذي كان قائما بين فيكتور يوشينكو ويوليا تيموشينكا من جهة وبين فيكتور يونوكوفيج من جهة مقابلة، وانتهاء الأمر بفوز بيترو باراشينكا، وبعد ذلك فوز الفنان الكوميدي فلاديمير زيلينسكي بالمقعد الرئاسي، وهو المنتهية ولايته الان. ودور كبير للتيار البنديري الأوكراني المتطرف، ولأمريكا جو بايدن، وإبنه هانتر بايدن في نشر المراكز البيولوجية الناشرة لداء كورونا في المنطقة السلافية، والتشجيع على انتاج قنبلة نووية وأخرى صغيرة قذرة، وردم اللغة الروسية، وفصل الدين المسيحي الأرثو ذكسي عن زعامته التي يقودها البطريرك كيريل في موسكو، والتطاول أكثر من مرة على جسر القرم، وقصف الداخل الروسي المدني بالمسيرات الأوكرانية غربية الصنع، واستهداف العسكر الروس.من الخطأ الاعتقاد بأن أوكرانيا ذات التاريخ الروسي العريق والعلاقة الجيوبولوتيكية مع الاتحاد السوفيتي، حصلت على الاستقلال عام 1991 طوعا وبموافقة السوفييت والروس من دون شرط اتفاقية تفكيك الاتحاد السوفيتي التي نصت على وجوب عدم التحالف مع أحلاف معادية مثل (الناتو ). ومن الخطأ أيضا الاعتقاد بأن منطقتي (القرم والدونباس " لوغانسك ودونيتسك ") ليست روسية الأصل، وليست منحة روسيا مع الاستقلال شريطة البقاء في صف الدول المستقلة وفي مقدمتها روسيا القائد. وكلنا نعرف بأن الزعيم السوفيتي نيكيتا خرتشوف الأوكراني الأصل هو من حرك (القرم) مبكرا تجاه أوكرانيا لأسباب اقتصادية – مائية.النظام الأوكراني البنديري بقيادة زيلينسكي فتحوا النار على شرق وجنوب أوكرانيا بهدف معاقبة من يعارض انقلاب 2014، ومن يرفض الانضمام قسرا تحت لواء النظام الجديد، واستمر حرب النظام ثماني سنوات راح ضحيتها بداية أكثر من 14 الف مواطن روسي وأوكراني، وشرد غيرهم. وراقبت روسيا المشهد الدموي عن قرب، وقررت تحريك صناديق الاقتراع التي أفضت بنتيجة لصالح الانضمام لروسيا ورفض سلطة (كييف) المنحازة للغرب وللناتو.و تقرر في موسكو اتخاذ قرار جماعي من قبل النواب والأعيان، ورئاسي تقدمه الرئيس فلاديمير بوتين لتحريك عملية عسكرية روسية خاصة استباقية، تحريرية، دفاعية بتاريخ 24 شباط 2022، تمكنت حتى اللحظة من تحرير 5000 كم وحوالي 300 بلدة في العمق الأوكراني، ولم تتمكن العاصمة (كييف) ومعها خمسين دولة غربية من تحرير شبر واحد على مدار ثلاث سنوات أكثر منذ بدء الحرب، ... واترك لكم أن تحكموا على مجريات الحرب التي لم تبدأ بكل تأكيد من موسكو كما يشاع في (كييف) وعواصم الغرب تحت مظلة الفوبيا الروسية.و العملية الروسية الخاصة، والتي هي مجرد عملية محدودة لم يشترك فيها كافة أركان الجيش الروسي العملاق، واقتصرت على النفير المحدود وليس العام، وإنما تشترك فيها فرقتان وثالثة مساندة على مايبدو (زد / في / أو ). وارتكزت في حراكها على مادة ميثاق الأمم المتحدة رقم 571 التي تنص على حق الدفاع عن سيادة الدولة التي تتعرض للخطر. وتحالف العاصمة (كييف) مع الغرب الأمريكي وحتى الساعة، وبعد الدفع بنحو 500 مليار دولار، وكميات كبيرة من الأسلحة التقليدية وفي مقدمتها المسيرات لم تجلب النصر لهم مجتمعين. والضغط الأمريكي المشترك مع الاتحاد الأوروبي و( كييف) على موسكو عبر التهديد بصواريخ توما هوك لم تجلب نفعا، ولا حتى العقوبات الاقتصادية، أو من خلال محاصرة الدول التي تتعامل اقتصاديا مع روسيا مثل الصين الشعبية وغيرها، ولا عبر محاولة زيلينسكي والغرب استخدام الأصول المالية الروسية أداة ضاغطة على موسكو.و قد يتساءل القاريء، هل عرضت روسيا السلام على (كييف) ؟ وأي سلام تريد ؟، وهل توجهت (كييف) صوب السلام ؟ وعن أي سلام تبحث ؟ إن أول مشروع سلام عرضته روسيا على أكرانيا كان عام 2015 من خلال حوار (النورمندي) التي أشركت به بيلاروسيا، والمانيا، وفرنسا، وتم افشاله. والمشروع الثاني تمثل في لقاء أنقرة عام 2022 وفشل، واللقاء الثالث للسلام جرى في إسطنبول على مدى جولتين وحقق نتائجا محدودة، ولم يستمر ليوصل للسلام النهائي التي تبحث عنه موسكو و( كييف )، وهو العادل، في وقت تصر (كييف) على سلام يضمن لها حدود عام 1991، وهو المستحيل في وقت قدمت فيه روسيا الشهداء تماما كما أوكرانيا ولكن بنسبة تتراوح بين 1 إلى 8 أو 10 لصالح روسيا. وبالنسبة لروسيا، فإن كل أوكرانيا هي روسيا، وكلمة أوكرانيا باللغة الروسية تعني المناطق الواقعة على الاطراف. والعاصمة (كييف) يطلق عليها التاريخ الروسي مصطلح (كييفسكايا – روس )، أي كييف الروسية. والروس والأوكران إخوة وجيران، وبينهما روابط اجتماعية وطيدة، ودينية أيضا. ويطلقون على الروس لقب (مسكلاي )، وعلى الأوكران (خاخلي ).من هو الجانب المنتصر في الحرب الأوكرانية ؟ سؤال يطرحه الرأي العام العالمي، وأجيب عليه هنا بموضوعية، إنها روسيا فوق الطاولة الرملية، وهي التي لم تبدأ الحرب. ومن هو الجانب الخاسر للحرب ؟ إنها العاصمة (كييف) المغرر بها من طرف الغرب. ومستقبل الصراع الأوكراني الذي يمثل العاصمة (كييف) وعواصم الغرب، والعاصمة الروسية موسكو يدفع بإتجاه تقسيم أوكرانيا و( كييف) إلى شرق وجنوب روسي، وغرب أوكراني وغربي. وإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رغبته إجراء تجربة نووية عسكرية ردا على حضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مناورة تفقدية للسلاح النووي الروسي قابلته موسكو – باستغراب كبير، ووعدت بالرد المماثل حالة التصعيد.وفي الختام أملنا كبير بالمحافظة على أمن العالم، وتماما كما تمنى ذلك رائد الفضاء المنغولي بطل الاتحاد السوفيتي قيراقا جوقيرديميد الذي التقيته في موسكو في مؤتمر مؤسسة التعاون الروسي بتاريخ 27/ 10 / 2025.العتوم يكتب: قراءة في الحرب الأوكرانية
مدار الساعة ـ