أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مستثمرون شهادة الموقف مناسبات جاهات واعراس جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

العبادي يكتب: 'صُنع في عمّان' مشروع وطني يسوّق الموروث الأردني بعيون شبابية


عثمان العبادي

العبادي يكتب: 'صُنع في عمّان' مشروع وطني يسوّق الموروث الأردني بعيون شبابية

مدار الساعة ـ

في عمّان، لا تُحكى القصص بالكلمات فقط، بل تُصاغ باليد، وتُطرّز بالحب، وتُهدى للعالم على هيئة منتج يحمل روح المدينة. من هنا، من نبض العاصمة، انطلقت فكرة "صُنع في عمّان" كمشروع لا يشبه المشاريع، بل يشبهنا نحن؛ يشبه دفء البيوت، وحنين الأزقة، وذاكرة الشباب الذين قرروا أن يحوّلوا انتماءهم إلى أثر، وحكاياتهم إلى هدايا تروي الأردن كما لم يُروَ من قبل.

هو مشروع وطني لا يكتفي بالترويج، بل يُعيد تعريف السياحة، ويمنح الموروث الحضاري صوتًا جديداً، ينبض بالإبداع، ويُحاكي العالم بلغة الفن والهوية. "صُنع في عمّان" هو وعدٌ بأن كل فكرة صادقة يمكن أن تتحول إلى منتج، وكل مشاعر دفينة يمكن أن تُترجم إلى تصميم، وكل مدينة يمكن أن تُروى من جديد.. حين يتكلم شبابها.

انطلقت فكرة مشروع "صُنع في عمّان" كمبادرة مجتمعية ريادية، بالشراكة بين هيئة شباب كلنا الأردن الذراع الشبابي لصندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، ومؤسسة "شبابنا عزوة"، بهدف دعم الصناعات الثقافية وتمكين الشباب الأردني من تحويل أفكارهم الإبداعية إلى منتجات تذكارية تحمل روح المكان وتُروّج لتجربة السائح في الأردن.

في قلب كل مشروع شبابي نابض، تقف هيئة شباب كلنا الأردن كحاضنة حقيقية، لا تكتفي بالدعم الإداري، بل تُؤمن بالشباب قبل أن تؤمن بالفكرة. هي الذراع التي تمتد لترافق الحلم من أول شرارة، وتمنحه الأدوات، والمساحة، والثقة ليكبر ويُثمر. الهيئة لا ترى في الشباب مجرد فئة عمرية، بل طاقات وطنية قادرة على صناعة التغيير، وقيادة المبادرات، وتحويل الانتماء إلى أثر ملموس في كل محافظة وحيّ.

ومن خلال برامجها المتنوعة وشراكاتها المجتمعية، تواصل الهيئة ترسيخ ثقافة الريادة والإنتاج المحلي، وتفتح الأبواب أمام الشباب ليكونوا جزءاً فاعلاً من المشهد الاقتصادي والثقافي. هي التي تُعيد تعريف التمكين، لا كمنحة مؤقتة، بل كمسار مستدام يُبنى على الحوار، والتدريب، والتشبيك، والدعم الحقيقي. في كل مشروع مثل "صُنع في عمّان"، نرى بصمة الهيئة واضحة: تنظيم محكم، رؤية وطنية، وإيمان لا يتزعزع بأن الشباب هم قلب الأردن النابض، وصوته الذي يُسمع في كل مكان.

وقد جاء هذا المشروع لتُجسد رؤية وطنية تؤمن بأن الإبداع الشبابي قادر على إعادة تقديم الهوية الأردنية بأسلوب عصري، وأن المنتج المحلي ليس مجرد سلعة، بل رسالة ثقافية وسياحية تعبّر عن عمّان، وتُحاكي العالم بعيون أبنائها. ومن هنا، يبدأ المشروع رحلته نحو تسويق الموروث الحضاري بأسلوب فني وإنساني، يُمهّد لفقرات تحمل بين طياتها قصصاً نابضة بالحياة، وتجارب تُروى من القلب.

يقود المشروع رؤية مجتمعية واعية نحو تسويق الموروث السياحي والإرث الحضاري الأردني، بأسلوب يعكس تنوع الهوية الوطنية ويُبرز جماليات المكان من خلال منتجات مستوحاة من ذاكرة المدينة. كل قطعة تروي قصة، وكل تصميم يحمل بصمة من البيوت، والأزقة، والمشاعر التي لا تُنسى، ليُصبح المنتج التذكاري وسيلة للتعبير عن عمّان بعيون شبابها.

ويُعزز المشروع الفكر الريادي لدى الشباب، عبر تمكينهم من صناعة منتجات قابلة للتسويق، تجمع بين الفن والوظيفة، وبين الهوية والابتكار. إنها دعوة مفتوحة للشباب ليكونوا صنّاعاً لا مستهلكين، ومبادرين لا منتظرين، وليقدّموا للعالم صورة مشرقة عن الأردن من خلال إبداعهم الخاص.

يمثل "صُنع في عمّان" مساراً مبتكراً في دعم الصناعات الثقافية، حيث يُعاد تعريف المنتج السياحي ليحمل قيمة وجدانية، ويُروّج بأسلوب عاطفي وإنساني. المشروع لا يقتصر على التصميم، بل يشمل التدريب، والتسويق، والربط مع مؤسسات السوق المحلي، لضمان استدامة الأثر الاقتصادي والاجتماعي.

وتكمن قوة المشروع في قدرته على حمل الموروث الأردني عبر عيون السياح وزوار المحافظة، ليصل إلى العالم كرسالة حب من عمّان. كل منتج هو سفير صغير، يحمل معه قصة، ودفئاً، وانتماءً، ويُسهم في ترسيخ مكانة الأردن كوجهة سياحية نابضة بالحياة والهوية.

"صُنع في عمّان" ليس مشروعاً عابراً، بل بداية لحراك وطني يُعيد الاعتبار للمنتج المحلي، ويمنح الشباب مساحة للتعبير، ويُرسّخ ثقافة الإنتاج المجتمعي. ومن عمّان، تنطلق الحكاية لتصل إلى كل محافظة، حيث تنتظر الأفكار أن تُكتشف، والمواهب أن تُصقل، والقصص أن تُروى من جديد.

مدار الساعة ـ