مدار الساعة -تُعد الفواكه والخضروات رمزا للتغذية الصحية ونمط الحياة السليم، لكن بالنسبة لعدد قليل من الأشخاص حول العالم، يمكن أن يتحول تناول بضع قطع من الفاكهة أو بعض الخضراوات إلى سبب لمشكلات صحية حادة، هذه الحالة تُعرف باسم عدم تحمل الفركتوز الوراثي.
هذه الحالة ليست حساسية تقليدية، ولا ترتبط بردود الفعل المناعية، بل هي اضطراب وراثي يؤثر على قدرة الجسم على هضم الفركتوز، وهو سكر طبيعي يوجد في الفاكهة والعسل وبعض الخضراوات، إضافة إلى أنه يُستخدم في الكثير من المنتجات الغذائية المصنعة.عندما يتناول الشخص المصاب بهذه الحالة الفركتوز، لا يستطيع الكبد تكسيره بسبب نقص إنزيم أساسي. وبدلاً من استخدام الفركتوز كمصدر للطاقة، يتراكم داخل الجسم، مما قد يؤدي إلى تسمم في الكبد، انخفاض خطير في مستوى السكر في الدم، ومشكلات هضمية شديدة.ولا يقتصر وجود الفركتوز على الفاكهة فقط، فالسكر العادي (السكروز) يتحول داخل الجسم إلى فركتوز وغلوكوز، كما أن السوربيتول، وهو بديل سكر شائع في العلكة ومعاجين الأسنان وبعض الأدوية، يتحول في الجسم أيضا إلى فركتوز. هذا يعني أن المصابين بهذه الحالة يجب أن ينتبهوا لمجموعة واسعة من الأطعمة التي قد لا تكون واضحة على الفور.الفركتوز الوراثي، هي خلل وراثي نادر يجعل الجسم غير قادر على هضم الفركتوز، وهو نوع السكر الموجود بشكل طبيعي في الفواكه والعسل وبعض الخضروات، بالإضافة إلى الكثير من المنتجات الغذائية اليومية. وعندما يتناول المصاب بهذه الحالة أطعمة تحتوي على الفركتوز، لا يستطيع الكبد معالجتها بشكل صحيح، مما يؤدي إلى تراكم مواد ضارة في الجسم قد تسبب الغثيان الشديد، انخفاض السكر في الدم، تلف الكبد، أو مشاكل صحية خطيرة إذا لم تُكتشف مبكرًا. ورغم أن المرض نادر، إلا أن التعرف عليه مهم جدًا، لأن الكثيرين قد يعانون منه دون معرفة السبب الحقيقي لآلامهم أو نفورهم من الحلوى منذ الطفولة.كيف يُكتشف المرض؟غالبا ما يظهر عدم تحمل الفركتوز الوراثي منذ مرحلة الطفولة عند بدء الطفل بتناول الأطعمة الصلبة أو الحلويات. وقد يلاحظ الأهل أن الطفل يرفض الحلويات أو يبدي نفورا واضحا من الفاكهة، كما قد يعاني من القيء المتكرر، آلام البطن، أو بطء في النمو.لكن لأن هذه الأعراض قد تتشابه مع مشكلات صحية أخرى، قد لا يتم التشخيص مبكرًا. وهنا تكمن أهمية زيادة الوعي بهذه الحالة لدى الأطباء والأهل على حد سواء.على الرغم من أنها حالة دائمة مرتبطة بالجينات، إلا أنه يمكن للمصابين بها العيش بشكل طبيعي وصحي من خلال اتباع نظام غذائي خالٍ من الفركتوز تحت إشراف مختص تغذية، ومع التشخيص المبكر والالتزام الغذائي، يمكن تجنب المضاعفات الخطيرة ودعم صحة المريض على المدى الطويل.ويقول الأطباء إن فهم هذه الحالة النادرة وتحديدها يمكن أن يحدث فرقا كبيرا في حياة المصابين بها، فالأمر لا يتعلق فقط بنوع الطعام، بل بطريقة تعامل الجسم معه.عندما يتحول الغذاء الصحي إلى سم.. حالة وراثية نادرة تُشعل الخطر
مدار الساعة ـ











