في لحظة إقليمية معقدة تتشابك فيها الأزمات السياسية والعسكرية، وتتعاظم فيها التحديات التي تواجه المنطقة، جاء الخطاب الملكي الأخير ليعكس وضوح الرؤية الأردنية وثبات الموقف الوطني، وليؤكد من جديد أن الأردن، بقيادته الهاشمية، يظل صمام أمان واستقرار وسط هذا الاضطراب. فقد حمل الخطاب رسائل داخلية وخارجية عميقة، أعادت للأردنيين ثقتهم بذاتهم، وجدّدت حضور الأردن الإقليمي والدولي بصوتٍ متزنٍ وحكيم.
يمكن قراءة الخطاب الملكي الأخير من زوايا متعددة، إلا أن ما يميّزه بوضوح هو تركيز جلالة الملك على تأكيد الاعتزاز بالأردن والأردنيين، وتجديد ثقته الراسخة بقدرتهم على مواجهة التحديات وصون الإنجاز الوطني. فقد اتّسم الخطاب بقدرٍ عالٍ من الوضوح، ولا سيما في ظل الظروف الإقليمية الدقيقة التي يمرّ بها الشرق الأوسط، وما تبع العدوان على غزة من تصعيدٍ وقلقٍ عميقٍ في المنطقة بأسرها.أشار جلالته بوضوح إلى القلق الأردني، قيادةً وشعبًا، من السياسات الإسرائيلية الحالية التي تُعمّق الصراع وتُغذّي التوتر، بدلاً من السعي نحو السلام والاستقرار. كما جاءت إشارات جلالته إلى اللقاءات المتعددة مع الإدارة الأمريكية والدول العربية والصديقة لتؤكد ثبات الموقف الأردني التاريخي، القائم على الدعوة إلى وقف العدوان، وتهيئة الظروف للتهدئة، والعمل الجاد لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق قرارات الشرعية الدولية.ومن زاوية داخلية، حمل الخطاب الملكي رسائل طمأنة وثقة موجهة إلى الأردنيين، عبّر فيها جلالته عن تقديره الكبير لشعبه واعتزازه الدائم بصلابتهم وإخلاصهم، مؤكّدًا أن الأردن لا يخاف إلا من الله، وأن أبناءه هم “مصنع الرجال” الذين صنعوا مجده ونهضته بسواعدهم وعرقهم.لقد أعاد جلالة الملك في خطابه الأخير بثّ روح الثقة بالنفس والوطن، مذكّرًا بأن الأردن، رغم التحديات والضغوط، سيبقى عصيًا على الانكسار بفضل وحدة شعبه وتماسك جبهته الداخلية. فقد جاء الخطاب الملكي تأكيدًا على أن قوة الأردن تكمن في أهله، وأن الاستثمار الحقيقي هو في الإنسان الأردني القادر على حماية وطنه وبناء مستقبله.بهذا المعنى، يمكن القول إن الخطاب الملكي لم يكن مجرد موقف سياسي أو توجيه داخلي، بل كان رسالة عميقة أعادت للأردنيين ثقتهم بأنفسهم، ووثّقت إيمان قائدهم الراسخ بأن هذا الوطن، بما يمتلكه من وعي وتماسك، سيظلّ نموذجًا في الثبات والعزة والسيادة.الكفاوين يكتب: الملك.. أعاد الثقة للأردنيين
مدار الساعة ـ