في خطاب مهيب ومؤثر، افتتح جلالة الملك الدورة الثانية لمجلس النواب بخطاب غير تقليدي، حمل روح القائد وصدق الانتماء، وأعاد التأكيد على ثوابت الدولة الأردنية التي لا تتبدل أمام العواصف.

جاء حديث جلالته رسالة حزم وعزم، موجهة أولًا إلى حماة الوطن من جيشٍ وأجهزةٍ أمنية، الذين وصفهم بأنهم صمام الأمان ودرع الحمى، مؤكدًا أن تضحياتهم هي التي تحفظ للأردن أمنه واستقراره وكرامته.

كما شدد جلالته على أن وحدة الأردنيين هي السلاح الأقوى في وجه التحديات، داعيًا الجميع إلى الوقوف صفًا واحدًا في حماية الوطن من كل ما يهدد أمنه أو نسيجه الوطني، مؤكدًا أن الأردن لم ولن يكون ساحةً للفتنة أو الانقسام.

وفي بعدٍ عربيٍّ وإنسانيٍّ عميق، حمل الخطاب موقفًا ثابتًا لا لبس فيه تجاه القضية الفلسطينية، إذ أكد جلالته أن دعم الأردن لفلسطين ولأهلنا في غزة ليس خيارًا سياسيًا، بل واجبًا تاريخيًا وأخلاقيًا نابعًا من رسالة الهاشميين. وجدد جلالته التزام الأردن بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، مؤكدًا أن حماية القدس هي مسؤولية لا تتزعزع مهما اشتدت الضغوط.

خطاب الملك اليوم لم يكن مجرد افتتاحٍ لدورةٍ برلمانية، بل كان *نداءً للوعي والكرامة، وتجديدًا للعهد بين القائد وشعبه* بأن الأردن سيبقى منارة عزٍّ وصوت حقٍّ، يدافع عن أرضه، ويصون وحدته، ويقف مع أمته في وجه الظلم والعدوان.