أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب مجتمع أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف مناسبات جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

كلمات في وداع الراحل المحسن المؤمن الكريم الدكتور محمد أمين القدّومي (أبو نضال)

مدار الساعة,مناسبات أردنية,المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي,الضمان الاجتماعي,كلية الخوارزمي الجامعية,مخيم الوحدات
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة -د. علي أحمد الرحامنة - ليس سهلا أبدًا أن أكتب عن الفقيد الدكتور محمد أمين القدّومي (أبو نضال)، رحمه الله، رئيس هيئة المديرين في كلية الخوارزمي الجامعية، وهو والد أخينا الصديق سلطان القدومي (أبو زيد) ...

رحل عنّا الدكتور محمد القدومي (أبو نضال) إلى جوار ربّه قبل نحو أسبوع... بعد مسيرة طويلة، فيها من العصامية والإحسان والكرم والإنسانية ما يفيض عن احتمال سطور من كلمات تُذكر بها مناقب المرحوم، أو للتعزية بفقده. ولا يعرف المرء أين يبدأ ... ولكن بعض الملامح من محطات مسيرته تعني الكثير.

إنه الرجل الذي بدأ حياته العملية مدرسا للرياضيات في مدارس مخيم الوحدات، وصولا إلى نيله درجات علمية أعلى، وإنجازه الكبير، الشاهد الحيّ على عصاميته، بمفخرة كلية الخوارزمي الجامعية، التي كان الفقيد أبو نضال رئيس هيئة المديرين فيها.

فتح بيته وأبواب كلية الخوارزمي الجامعية لكلّ صاحب حاجة، وما قصد أحد بابه طالبا المعونة في أمر، إلاّ كان خير المعين، وبطيبة نفس نادرة. وكم كان صعبا عليه أن يردّ طالب معونة منه دون تلبية ما أمكن، وبما لا يخرق ضوابط أساسية، حين يتعلق الأمر بالعدالة والنزاهة. وتابع الاهتمام بالمساندة المالية وشتى أشكال الدعم لعدد كبير من الأفراد والمؤسسات الخيرية. وتشهد مآدب الإفطار في شهر رمضان، وبعضها كان يُخصص للأيتام والجمعيات وغيرها على بعض ذلك، إلى جانب عدد كبير من الخصومات والتسهيلات والمساعدات المالية المباشرة لأعدد غير قليلة من المحتاجين، ودون انقطاع. فالجمعيات الخيرية مثلا تحصل في الكلية على خصومات إضافية، فوق أي خصم عادي، وغير ذلك كثير. وأبو نضال لم ينسَ الأقربين، ويعرف آل القدومي وأهل بلدته كيف كانت مواقف أبي نضال في عون كل من احتاج العون منهم.

كان وطنيا وقوميا بامتياز ودون تمييز، وكان الأردن ومثلما كانت فلسطين في قلبه وعقله ومواقفه على الدوام. قدّم خصومات كبيرة للكادحين من أبناء وبنات المخيمات والقرى والمحافظات، ومن أبناء وبنات العسكريين خصوصا، وغيرهم ممّن رأى ضرورة مساعدتهم في إتمام دراستهم، في الكلية المتوسطة، أو الكلية الجامعية. ولن أنسى شخصيا، بحكم مهمة كلّفتني بها المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي، أن الفقيد كان أول من وقّع باسم كلية الخوارزمي الجامعية، مع مؤسسة الضمان الاجتماعي، اتفاقية المِنَح والخصومات الإضافية والتقسيط لأبناء وبنات المتقاعدين الأكثر حاجة للمعونة، كونهم أضعف من أن يتحملوا نفقات الدراسة في الكلية المتوسطة أو الجامعية. ولقد شجّعني على المتابعة في هذا العمل، وكانت مواقفه دافعا إضافيا لي لإنجاح المهمة، وهذا حصل بالفعل، حين وافقت جامعات عديدة وكليات متوسطة أخرى على توقيع اتفاقيات مماثلة.

والآن، هو عبءٌ وأيّ عبء ذك الذي يحمله الأخ سلطان القدومي، المدير العام لكلية الخوارزمي الجامعية، نجل الفقيد، وإخوتنا، نضال وأحمد، وأختانا، سوزان وأسيل ، وبقية أفراد الأسرة، وخاصة السيدة الفاضلة أم نضال القدومي،... فهم محلّ ثقته وساعده الأقوى، ... ولكن، ومهما كان صعبا أن يُملَأ الفراغ الذي تركه المرحوم بإذن الله، أبو نضال، فإن لنا في خلفه كل الثقة والأمل في أن يتابعوا المسيرة ويطوّروا أكثر، محبةً وإخلاصًا لأب وأيّ أب، ورجل وأيّ رجل... والمسيرة ستستمرّ وتتطور، ... ومن واقع معرفتي الشخصية المباشرة، فإنه، في حياة الفقيد، كان الأستاذ سلطان يتحمّل أعباء مسؤوليات الإدارة ومسؤوليات أخرى متزايدة، وكأن المرحوم أبو نضال، كان يعدّ العدّة للرحيل الأبديّ، ويضع حمل الأمانة عل كاهل من هو أهلٌ لتحمّل مسؤولياتها.

ومرة أخرى، أصدق التعازي لك يا أبا زيد، ولكل فرد من أفراد أسرة المرحوم العمّ أبو نضال، ولآل القدومي الكرام، ولكلّ من يحمل ذكرى طيبة لرجل كم كنّا نتمنّى أن يبقى معنا، ولكنها سنّة الحياة، ...

رحمة الله عليك يا أبا نضال، أيّها الفاضل المحسن الكريم، وإنّا لله وإنا إليه راجعون ...


مدار الساعة ـ