حين تطرق الزوجة باب العرّاف.. بحثًا عن حبٍ ضائع وطمأنينةٍ مستحيلة. ظاهرة لجوء بعض الزوجات إلى العرّافين لعمل "حجاب لجلب الحبيب وكسب الزوج".
تنتشر في بعض المجتمعات ظاهرة مؤسفة تتكرر رغم كل ما وصل إليه الإنسان من علم ووعي، وهي لجوء بعض الزوجات إلى العرّافين والمشعوذين لعمل “حجاب لجلب الحبيب أو كسب الزوج”. في ظاهرها محاولة لاستعادة الحب، لكنها في حقيقتها هروب من الواقع إلى الوهم.تبدأ القصة غالباً حين تشعر الزوجة أن زوجها تغيّر، أو لم يعد يحبها كما كان، أو ربما تسيطر عليها الغيرة والخوف من أن تفقده. فبدلاً من البحث عن الأسباب الواقعية للحالة الزوجية، كضعف التواصل أو الإرهاق النفسي أو تراكم الخلافات، تختار الطريق الأسهل والأخطر: طريق السحر والشعوذة. هناك تجد من يوهمها بأن "الحجاب" سيعيد الزوج خاضعًا محبًّا، وأن الكلمات الغامضة والرموز المجهولة قادرة على إصلاح ما أفسده الإهمال أو سوء الفهم.لكن الحقيقة أبسط وأعمق من ذلك. لا الحجاب يجلب الحبيب، ولا السحر يصنع المودة. ما يُباع للنساء هو مجرد وهم مغطّى برداء القداسة والغموض. المشعوذون يستغلون ضعف العاطفة والخوف، فيطلبون المال وربما صورًا أو أغراضًا شخصية، ويبيعون كلمات بلا معنى، في مقابل راحة مؤقتة سرعان ما تنقلب إلى ألم أعمق حين تُكتشف الحقيقة.وراء هذه الظاهرة أسباب كثيرة: ضعف الثقة بالنفس، والفراغ العاطفي، وسوء الفهم للدين، وغياب الحوار داخل الأسرة. بعض الزوجات يُربّين على فكرة أن بقاء الرجل هو معيار النجاح، ولو بثمن الكرامة والعقل. ولكن الزواج لا يُبنى على الخضوع أو السحر، بل على التفاهم، والصدق، والتقدير المتبادل.والأسوأ أن بعض الزوجات يذهبن أبعد من ذلك، فيرغبن بأن يصبح الزوج “خاتماً في إصبعهن”، لا يرى أحداً غيرهن، ولا يسمع إلا ما يقلنه، ولو اضطرّ إلى معاداة أهله. لو فكّرت هذه الزوجة بصدق لعلمت أن قوة العلاقة لا تأتي بالعزلة والسيطرة، بل بالتوازن والاحترام.الأهل هم الأصل، ومن يزرع بين الزوج وأهله عداوة، إنما يضعف الحب شيئًا فشيئًا من حيث لا يدري. فالحياة الزوجية تحتاج إلى حدود حكيمة تحفظ الخصوصية من دون تجسس أو نقل للكلام أو التنصت على أهل البيت. فالتجسس يولّد الشك، والشك يقتل الثقة، بينما الهدوء والتغافل يصنعان راحة وسلامًا.الزوجة الذكية تعرف أن التودد إلى أهل الزوج لا يعني التنازل، بل هو فنّ من فنون الحياة، وذكاء اجتماعي يجعلها محبوبة ومحترمة. بالكلمة الطيبة، والابتسامة، والتقدير، يمكنها أن تكسب قلوبهم وتقوّي صلة زوجها بأهله، فيزداد حبّه لها لا خوفاً، بل امتناناً.في النهاية، الحب لا يُستدعى بتعويذة، ولا يُحفظ بسحر، بل يُبنى يوماً بعد يوم بالتفاهم والاحترام. والزوج لا يُكسب بالحجاب، بل بالمودة والرفق. الزواج الناجح ليس أن تملكي الزوج، بل أن تملكي قلبه بالحب والعقل.زوجات يطرقن باب العرّاف بحثًا عن قلبٍ ضائع
مدار الساعة ـ
