مدار الساعة -تستعد شركة الفضاء الأمريكية سبايس إكس لإطلاق القمر الصناعي رقم 10,000 ضمن مشروعها الطموح "ستارلينك"، في خطوة توصف بأنها محطة مفصلية في تاريخ الاتصالات والإنترنت الفضائي، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الاتصال العالمي عالي السرعة.
وتخطط الشركة لإجراء عملية الإطلاق يوم غد الاثنين من قاعدة فاندنبرغ الفضائية في ولاية كاليفورنيا، حيث سيتولى الصاروخ "فالكون 9" نقل 28 قمراً صناعياً جديداً إلى المدار الأرضي المنخفض، لتوسيع شبكة الأقمار الصناعية التي تغطي حالياً معظم مناطق العالم. ويمثل هذا الإطلاق استمراراً لنجاحات سبايس إكس في تطوير تكنولوجيا الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام، إذ ستُسجل المهمة الهبوط الحادي عشر الناجح للمرحلة الأولى من الصاروخ الحامل.منذ إطلاق أول دفعة من أقمار "ستارلينك" عام 2019، عملت الشركة على هدف طموح يتمثل في توفير الإنترنت عالي السرعة للمناطق النائية والمحرومة التي يصعب إيصال الخدمات الأرضية إليها. واليوم، مع اقتراب عدد الأقمار من حاجز العشرة آلاف، أصبحت الشبكة أكبر منظومة أقمار صناعية عاملة في التاريخ، متجاوزةً جميع المنافسين في مجال الإنترنت الفضائي، وفقا لموقع ديلي جالكسي.تُشير الدراسات إلى أن أقمار ستارلينك العاملة في المدار الأرضي المنخفض (المدار الأرضي المنخفض) توفر زمن استجابة منخفضاً مقارنة بالأقمار الجغرافية الثابتة، ما يجعلها مثالية لتطبيقات تحتاج إلى سرعة واستقرار، مثل الألعاب الإلكترونية، والبث المباشر، والخدمات الطبية عن بُعد. كما يُتوقع أن يساهم هذا التوسع في تحسين جودة الخدمة وزيادة سرعة الاتصال، مع تقليل الفجوات في التغطية العالمية عبر إنشاء شبكة مترابطة من الأقمار الصناعية تتواصل مباشرة فيما بينها.ويُعد هذا الإنجاز تتويجاً لاستراتيجية سبايس إكس في خفض تكاليف الإطلاق الفضائي بفضل الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام، ما مكّنها من تسريع وتيرة بناء الشبكة دون تحميل المستهلكين تكاليف مرتفعة. كما تعمل الشركة على زيادة كفاءة الأقمار الصناعية وتقليل حجمها ووزنها لتحسين الأداء وتقليل الأثر البيئي.وفي ظل الجدل المتزايد حول التلوث الفضائي، أكدت سبايس إكس التزامها بمعايير الاستدامة، موضحةً أن جميع أقمار "ستارلينك" مصممة لتتفكك وتحترق في الغلاف الجوي عند انتهاء عمرها التشغيلي، بما يمنع تراكم الحطام الفضائي. كما تتعاون الشركة مع مؤسسات دولية لوضع أطر تنظيمية تضمن إدارة آمنة للمدارات الفضائية.ويرى خبراء أن إطلاق القمر الصناعي رقم 10,000 يمثل تحولاً استراتيجياً في مستقبل الاتصالات، إذ يقترب حلم تغطية الأرض بالكامل بشبكة إنترنت فضائية موثوقة من أن يصبح واقعاً ملموساً، ما يتيح لملايين المستخدمين حول العالم، حتى في أكثر المناطق عزلة، الوصول إلى الإنترنت بسرعة وجودة غير مسبوقتين.إنترنت ستارلينك الصاروخي.. سرعات مذهلة تصل من الفضاء إلى هاتفك
مدار الساعة ـ











