لم يكن الحفل الذي أقيم مساء أمس في محافظة الكرك مجرد مناسبة رياضية للاحتفاء بأبطال العالم في لعبة الكيك بوكسينغ، بل كان لوحة وطنية حيّة جسدت أصالة المجتمع الكركي وروح التعاون والتكافل التي تميّز بها أبناء هذه المحافظة عبر التاريخ. فقد جمعت هذه الأمسية بين الفخر بالإنجاز الرياضي، والاحتفاء بالقيم الاجتماعية، لترسم صورة مشرقة عن الكرك، المحافظة التي تعرف كيف تصنع الحدث وتمنحه روحها الخاصة.
وقد جاء هذا الحفل بتنظيم مميز من مركز صقور الكرك بقيادة القائدين مراد الجراجره ورامي القيسي، اللذين قدّما نموذجًا استثنائيًا في العمل المؤسسي والتطوعي والرياضي، حيث استطاعا بتنسيقهما وجهودهما أن يوحدا أبناء المحافظة خلف هدف واحد: الاحتفاء بالإنجاز الأردني ورفع مكانة الوطن. لقد أثبت المركز مرة أخرى أنه ليس مجرد كيان رياضي، بل هو منصة لبناء القدرات الشبابية وتنمية روح المبادرة والمسؤولية المجتمعية.تجلّت في هذه الليلة روح التعاون بين مختلف الفعاليات الرسمية والأهلية والشبابية، فكان الجميع شركاء في النجاح، من التخطيط إلى التنفيذ، ومن الدعم اللوجستي إلى المساندة الميدانية، مما أضفى على الحفل رونقًا خاصًا وأثبت أن الإنجازات الكبيرة لا تتحقق إلا بتضافر الجهود والعمل المشترك.الحضور الكبير من وجهاء المحافظة والشخصيات الوطنية والعشائرية، إلى جانب مشاركة الشباب والأسر، أكد أن هذا الحفل لم يكن مجرد تكريم لأبطال الرياضة، بل رسالة وطنية جماعية تقول: إن يد الكرك حين تُمد، فإنها تُمد باسم الأردن كله. كما أبرز الحفل تقدير المجتمع لجميع من ساهم في إنجاح هذا الحدث، من القائمين على التنظيم إلى الإعلاميين الذين نقلوا تفاصيل الإنجاز إلى جميع أنحاء الوطن، فكان لهم أثر كبير في بث الحماسة والدعم للرياضيين.إن ما شهدته الكرك ليلة أمس لم يكن حدثًا عابرًا، بل نموذجًا يُحتذى في كيفية صناعة الفعاليات الوطنية الراقية، حين تتحد القيادة الواعية، والروح المجتمعية، والإيمان العميق بقيم الانتماء للوطن. هذه الأمسية أكدت مرة أخرى أن الإنجازات الحقيقية ليست محصورة في النتائج الرياضية فقط، بل في الطريقة التي تتضافر فيها الجهود، وتتلاقى القلوب من أجل رفع راية الأردن عاليًا في كل المحافل.القرالة يكتب: ليلة الإنجاز في الكرك.. تعاون وشغف يرفع راية الوطن
مدار الساعة ـ
