قبل لقاء ترامب وبوتين.. رسالة إيرانية 'سرية' إلى روسيا.. ماذا جاء فيها؟

مدار الساعة - بعث المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي برسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في خطوة تعكس سعي طهران لتعزيز شراكتها الإستراتيجية مع موسكو في ظل تصاعد التوترات الدولية.

وسلم الرسالة كبير مسؤولي الأمن الإيراني علي لاريجاني خلال زيارته إلى روسيا يوم الخميس، من دون أن يكشف عن مضمونها رسميا.

رسالة خامنئي

وفي موازاة ذلك، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر منصته على وسائل التواصل الاجتماعي عزمه لقاء بوتين في العاصمة المجرية بودابست "خلال أسبوعين تقريبا"، وذلك عقب مكالمة هاتفية مطولة بين الجانبين، ما يضيف محطة جديدة في مسار التفاعل الدبلوماسي بين واشنطن وموسكو.

وتبرز هذه التحركات زخما دبلوماسيا متشابكا يشمل الولايات المتحدة وروسيا وإيران.

وعلى الرغم من أن التواصل الإيراني مع موسكو منفصل عن القمة الأميركية الروسية المرتقبة، إلا أن كلا المسارين يضعان بوتين في موقع حساس بين مبادرتين كبيرتين.

وفي الوقت الذي يسعى فيه ترامب إلى استكشاف فرص للسلام مع طهران، تبقى الأخيرة متحفظة إزاء نواياه، مستندة إلى سجل العقوبات والتوترات السابقة.

محاور الزيارة الإيرانية

شملت مباحثات لاريجاني في موسكو ملفات التعاون الاقتصادي والسياسة الخارجية على المستويين الإقليمي والدولي، في إشارة إلى رغبة طهران في توسيع اصطفافها مع روسيا وسط حالة عدم اليقين العالمية.

وكشفت مصادر دبلوماسية أن موسكو نقلت رسائل إسرائيلية إلى إيران تهدف إلى خفض التوتر، وهو ما يعكس دورها كوسيط محوري في معادلات المنطقة.

وفي قمة آسيا الوسطى وروسيا بدوشنبه في 9 أكتوبر، أكد بوتين استمرار "الاتصالات القائمة على الثقة" مع إسرائيل مشيرا إلى رغبة قيادتها في معالجة القضايا عبر الحوار.

وتأتي هذه المساعي بعد الضربات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية في يونيو، والتي أشعلت مواجهة استمرت 12 يوما وانتهت بوقف إطلاق نار أحادي الجانب عقب رد إيراني.

القمة الأميركية – الروسية

في المقابل، تواصل واشنطن تحركاتها الدبلوماسية مع موسكو، مركزة على الحرب في أوكرانيا وسبل دعم كييف عسكريا.

وأعلن ترامب أن القمة المزمع عقدها في بودابست جاءت بناء على اقتراح من بوتين خلال الاتصال الهاتفي الأخير.

وتسبق القمة اجتماعا بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، حيث ستسعى كييف للحصول على دعم إضافي.

ومن المقرر أن يجتمع مسؤولون كبار من البلدين الأسبوع المقبل للتحضير للقمة، على أن يقود وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الوفد، بمشاركة نائب الرئيس جي دي فانس.

وقال لاريجاني: "مساء 16 أكتوبر التقيت الرئيس بوتين لنقل رسالة من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية".

وقال ترامب عبر "تروب سوشيال": "سألتقي بوتين في بودابست لبحث إمكانية إنهاء هذه الحرب التي أصفها بالمشينة بين روسيا وأوكرانيا".

ويرى مراقبون أن تعميق التعاون الإيراني الروسي قد يزيد من تعقيد الحسابات الأميركية في الشرق الأوسط وأوروبا، خصوصا في ما يتعلق بالعقوبات والمبادرات الأمنية.

وفي المقابل، قد تفتح القمة الأميركية الروسية المقبلة نافذة لتخفيف المخاطر الجيوسياسية، وإن كانت المصالح المتشابكة بين الأطراف الـ3 مرشحة لإنتاج مزيج من فرص التعاون ومصادر التوتر.