في اللحظة التي كان الصحفي صالح الجعفراوي يوثّق الدمار ويبتسم وسط الدمار هاتفاً بالشكر والحمد أنه عاش هذة اللحظات مؤمنًا بأن الكلمة أقوى من الرصاص امتدت إليه يد الغدر والخيانه لتطفئ صوته وتغتال ضوء الحقيقة لم يكن صالح يحمل سلاحًا بل كان يحمل كاميرا وقلبًا ينبض بحب وطنه، وعيونًا لا ترى سوى الأمل وسط الألم.
الخيانة ليست فقط أن تفشي سرًّا أو تبيع وطنًا، بل هي أن تقتل الحقيقة، أن تطعن من يقف ليكشف النور للناس إن من خانوا ضمائرهم وسمحوا لأنفسهم أن يكونوا أدوات في يد العدو هؤلاء المجردون من الإنسانية لم يدركوا أن التاريخ لا يرحم وأن لعنة الخيانة تطارد أصحابها مهما طال الزمن.بصالح رحل جسدًا، لكنه ترك فينا رسالة لا تموت: "أن تكون حرًّا شريفاً وجداراً منيعاً لبلدك يعني أن تقول الحقيقة ولو كلفتك حياتك أمام من خانوا فمهما تزيّنوا بالكلمات أو المظاهر، سيظلّون يحملون في داخلهم رماد النفوس المريضة المتهالكه التي لا تعرف إلا الغدر والخداع والغشالدمار الذي خلّفته الحرب يمكن أن يُبنى من جديد، لكن دمار القيم والمبادئ والكرامه والخيانة أصعب من أن يُرمّم ...وسيبقى الشرفاء من أمثال صالح رمزاً يُخلد و نورًا يُضيء عتمة الغدر، وشهادة على أن الحق لا يُهزمجوارنة تكتب: رصاص الغدر والخداع في ظهر الحقيقة
مدار الساعة ـ