مدار الساعة - كتب بقلم المحامي مصطفى القرعان -
في زمنٍ تكثر فيه الأحاديث وتقلّ فيه الأفعال، يسطع اسم العميد عمر لطفي القرعان كأحد أولئك الرجال الذين تركوا أثرًا طيبًا لا يُمحى في وجدان الناس. هو ابن بلدة الطيبة الذي لم تغره المناصب ولا الألقاب، بل ظلّ قريبًا من الناس، يعيش همومهم، ويفرح لأفراحهم، ويسعى في قضاء حوائجهم بكل تواضعٍ وصدقٍ وإنسانية.من يعرف العميد عمر يدرك أنه لا يفرّق بين غنيٍّ أو فقير، ولا بين قريبٍ أو بعيد، فبابه مفتوحٌ للجميع، ويده ممدودة بالخير، ولسانه لا يفتر عن الكلمة الطيبة. كم من بيتٍ دخل إليه بالفرح، وكم من أسرةٍ أضاء فيها الأمل بعد عسر، حتى صار اسمه مرتبطًا بالبسمة والكرم والفزعة، وذكره الطيب يتردّد في كل مجلس من مجالس الطيبة.وليس غريبًا على رجلٍ مثله أن يتحلّى بهذه الخصال، فهو وريث تربيةٍ أصيلةٍ من والده رحمه الله، الرجل الذي عُرف بين الناس بفزعته وكرمه وشهامته، فشبّ العميد عمر على ذات القيم التي تربّى عليها، فصار امتدادًا لوالده في الخير، وسليل بيتٍ عرفه الناس بالمروءة والوقار وحبّ العطاء.العميد عمر لطفي القرعان لا يمثّل مجرد ضابطٍ في جهاز الأمن العام، بل نموذجًا لرجلٍ جمع بين الانضباط العسكري والروح الإنسانية، بين صرامة الموقف ورقّة القلب، بين الواجب والرحمة. لذلك، لم يكن حضوره في المجتمع حضورًا رسميًا فحسب، بل إنسانيًا نابضًا بالحياة، يلامس قلوب الناس قبل أن يلامس أيديهم.











