أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات مغاربيات دين بنوك وشركات خليجيات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

القطيفان يكتب: وقف الحرب في غزة.. صمودٌ يُسجّل وإنسانية تُستعاد


فراس قطيفان

القطيفان يكتب: وقف الحرب في غزة.. صمودٌ يُسجّل وإنسانية تُستعاد

مدار الساعة ـ

رغم الآلام العميقة التي خلفتها الحرب في غزة من دمار ودماء، إلا أن وقفها يحمل في طيّاته جملة من الإيجابيات التي تستحق التوقف عندها، ليس فقط على الصعيد الإنساني، بل أيضًا على الصعيدين الوطني والمعنوي.

لقد سجّل الشعب الفلسطيني في غزة موقفًا بطوليًا بصموده في وجه آلة الحرب، رافضًا مغادرة أرضه رغم القصف والتجويع والحرمان. تمسكه بأرضه في ظل كل ما مرّ به يُعد بحد ذاته انتصارًا لا يقلّ قيمة عن أي نصر سياسي أو عسكري. محاولات التهجير التي مورست بأساليب مباشرة وغير مباشرة قوبلت برفض شعبي واسع، مما يعزز من قوة الموقف الفلسطيني الرافض لأي حلول تُفرض بالقوة أو على حساب الكرامة.

رغم الكلفة العالية والخسائر الكبيرة، لم تُكسر المقاومة، بل بقيت صامدة، ونجحت في توصيل رسالة واضحة بأن غزة لم تُهزم، وأن مشروع تصفية القضية الفلسطينية لم ينجح، بل زاد من الالتفاف الشعبي حول خيار المقاومة والثبات. في الوقت نفسه، فإن وقف الحرب يُسهم في حماية من تبقّى من المدنيين ووقف نزيف الدم، ويمنح الأهالي فرصة للبقاء، خصوصًا بعد الاستهداف المتكرر للأحياء السكنية والبنية التحتية.

كما يتيح وقف الحرب بدء جهود الإغاثة وإعادة الإعمار، ويفتح المجال أمام إدخال المساعدات الإنسانية وعودة الخدمات الأساسية كالماء والكهرباء والرعاية الصحية، بما يمنح السكان فرصة حقيقية لاستعادة بعض مقوّمات الحياة. وهذا التوقف، ولو مؤقتًا، يشكل مساحة لالتقاط الأنفاس، والبدء بترميم النسيج الاجتماعي المتضرر، والحد من آثار الكارثة النفسية والجسدية التي طالت الجميع، فإن وقف الحرب لا يعني نهاية المعاناة، لكنه يشكل فرصة لإعادة البناء ماديًا ومعنويًا، وفرصة لتثبيت الحق على الأرض، وإعادة التأكيد على أن الثبات هو أقوى أشكال المقاومة.

مدار الساعة ـ