أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات مغاربيات دين بنوك وشركات خليجيات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

القرالة يكتب: رداً على التساؤلات.. الأردن لم يغب عن الطاولة…بل أبقى الطاولة قائمة بتوازنه


محمد بسام القرالة

القرالة يكتب: رداً على التساؤلات.. الأردن لم يغب عن الطاولة…بل أبقى الطاولة قائمة بتوازنه

مدار الساعة ـ
القرالة يكتب: ردا على التساؤلات.. الأردن

يُخطئ من يظن أن الأردن خارج المعادلة، أو أنه يراقب من بعيد.

الأردن لا يجلس على المدرجات، بل هو من بنى الملعب، ومن روى ترابه بالدم حين كانت القضية تُدار بالبندقية لا بالتصريحات.

اليوم يكتب البعض وكأن الصورة على طاولة المفاوضات أهم من الموقف.

لكن الأردن لم يكن يوماً دولة تبحث عن الأضواء أو تتسول دوراً في المشهد.

نحن الدولة التي تعمل بصمت، وتترك أثرها بالفعل لا بالكلام.

منذ اليوم الأول للأزمة، لم يكن الأردن غائباً كما يظن البعض.

طائرات الإغاثة التي لم تتوقف، وجسور المساعدات التي عبرت ليل نهار، والمواقف السياسية التي حافظت على توازن الأردن ودوره، كلها دلائل على حضور لا يحتاج إعلاناً.

الأردن اختار أن يحافظ على أمنه وسيادته، أن يحمي حدوده وشعبه، وأن يبقى في موقع العاقل لا المندفع.

نحن الدولة الوحيدة التي لم تُقصف، ولم تتورط، ولم تساوم، لأننا نعرف قيمة الوطن، ونعرف أن المعركة الحقيقية هي البقاء القوي لا الظهور العالي.

نُقدّر دور الأشقاء في مصر وقطر في جهود الوساطة، ونحترم كل جهد عربي صادق، لكن للأردن طريقته الخاصة في العمل:

طريقته التي لا تحتاج مؤتمراً صحفياً لتُثبت وجودها، بل تكفيها ثقة الناس ووزن الدولة وهيبتها.

أما تركيا التي تبحث عن الأضواء في كل مفصل من مفاصل الأزمات، فالأردن تعوّد أن يعمل بصمت… لأن الكبرياء الأردني لا يطلب التصفيق، بل يحترم الفعل الهادئ الذي يصنع التوازن.

من السهل أن تكتب مقالة مليئة بالأسئلة، وأن ترفع صوتك لتبدو جريئاً.

لكن الأصعب أن تفهم أن بعض الدول لا تتحدث كثيراً لأنها تعمل بعمق.

الأردن دولة تعرف متى تتكلم ومتى تصمت، ومتى يكون الصمت فعلاً يحمي

في النهاية، من يظن أن الأردن خارج المشهد، فليتذكر أن هذا البلد الصغير في مساحته، الكبير في ثباته، كان دائماً الميزان حين اختلّت كفة المنطقة.

الأردن لا يغيب، بل يختار أن يكون في قلب العاصفة دون أن يصرخ.

ومن لا يفهم هذا النوع من الفعل، فليقرأ تاريخ الجيش العربي، لا نشرات الأخبار.

حمى الله الأردن، وحمى من بقي يؤمن أن الوطن لا يُقاس بالصورة… بل بالثبات والكرامة والسيادة

مدار الساعة ـ