أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات دين بنوك وشركات خليجيات مغاربيات ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

البدادوة يكتب: قراءة محايدة وواقعية لمبادرة الفراية


احمد يوسف البدادوة

البدادوة يكتب: قراءة محايدة وواقعية لمبادرة الفراية

مدار الساعة ـ

بدون فلسفة أو محاباة نقول:

ما جاء به وزير الداخلية مازن الفراية بعد تعمقنا بدراستها ليست شعارات للاستهلاك أو اقوالا للتبرير والتخدير ، بل بالحقيقة مبادئ عملية يجب أن نحياها ونعيشها في تفاصيل حياتنا اليومية ، وأن نجعلها نهجا راسخا في عقولنا وقلوبنا وتصرفاتنا .

قد نتعمد احيانا برفع وتيرة النشر ، ونقللها في أوقات أخرى، تبعا لما تقتضيه الحاجة والضرورة .

كل موضوع يطرح من الوزارة يكون مدروس ، حتى تكشف بعض المعضلات تمهيدا لحل معضلات اخرى قبل ان تتوغل وتشكل بمجملها أعباء اخرى نواجهها .

لن أطيل عليكم في الحديث لأنني مدرك أنكم فهمتم قصدي جيدا فأنا لا أتكلم كلام بلاطوهات بل أنقل لمجتمعنا الأردني الأبي العزيز ان ما جاءت به وزارة الداخلية ليس كما يصوره البعض مع احترامي للجميع بانه تدخل بخصوصيات العادات والقيم الاردنية

لكن هيا نتحقق من الواقع ،

فما نكتبه هنا ليس مسح جوخ وليس خزعبلات ولا تحليلات جوفاء، بل ضرورة للوعي والصوت الذي اتمنى ان يصل للجميع.

وزارة الداخلية لم يكن بمبادرتها الإساءة إلى صورة عشائرنا الاردنية وانا احد ابناءها او الاستخفاف بعاداتهم وما تعودوا عليه من قيم ومكارم الأخلاق، ولكن الخوض والرد جزافا عبر ما كتبه البعض من منشورات وآراء عبر الفيسبوك وغيره بما يتعلق بالمبادرة هي للأسف ربما تؤدي إلى خلق مفهوم مغاير لما هو من صالحنا ، فعندما نقلل من ايام العزاء وما اصبح يترتب عليه من تكاليف باهظة لأهل المتوفي لا يقل صعوبة عن حالة الوفاة و يخرج العزاء والحزن من حيز الرحمة إلى حيز أصعب منه وهو كيف سانهي العزاء من غداء واحيانا عشاء وتوفير القهوة والتمور والأشربة والقاعات او الخيم ووووو حتى يقال عني بأنني قمت وقدمت التعزية على أتم وجه والتي أصبحت من أسس قيام اي عزاء عندنا بالاردن مما قد يتطلب علينا أن نتفهم فحوى هذه المبادرة حين دعا وزير الداخلية لتقليل ايام العزاء واقتصارها على يومين لا بل هناك من عشائرنا الاردنية دعت لهذا وطبقته ليصبح ايام العزاء يوم واحد فقط واخرون اكتفوا بالعزاء على المقبرة فقط .

وما ينطبق على العزاء ينطبق على تكاليف الأفراح والأعراس والتي أصبحت تشكل هي والمهور أكبر عبأ على الشباب عند الإعداد للزواج تتمثل بأكثر من المهر نفسه كتوفير أجرة الصالة والضيافة واطعام من حضروا في الجاهة او ما يسمى بالتحلية وتوفير المكان والمقاعد والخيم لاستقبالهم واحيانا يصل عددهم إلى عشرات المئات وووو أمور اخرى تحتم علينا أن نرتقي بأنفسنا ونحصن وعينا لنثبت خطانا وأن نعتبر هذا مسؤولية تهمنا كمواطنين .

ولتحقيق هذه المسؤولية فهي لا تتحقق الا بالفطنة بعدم المغالاة والاسراف والتوعية لمثل هذه الأمور بما يتعلق بالعزاء والاعراس والمناسبات الأخرى وأن نجعل ما ارشدتنا اليه وزارة الداخلية نهجا راسخا في عقولنا وحياتنا اليومية.

فلا تكونوا رهينة الوهم والتباهي المذموم وعاجزين عن فهم ما يتعلق بقضايانا المجتمعية .

"وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين "

مدار الساعة ـ