كلنا يعلم أن الغيبة تُحوِّل الحسنات التي يجمعها المرء إلى من اغتابه، فوجدتُ أن أحقَّ الناس بذخري ورصيدي من الحسنات يوم ألقى ربي هي أمي.
نعم، لن أُغتاب أحدًا، لكنني لو خُيّرت، لاغتبتُ أمي؛ لعلَّ حسناتي كلّها تُهدى إليها، فهي الأولى بالخير، وهي التي تعبت وربّت وسهرت وضحّت.غير أنني حين أعدت التفكير، أدركت أن الغيبة معصية، وأن الحسنات لا تُهدى بالذنوب والمعاصي، بل تُهدى بالطاعة والبرّ والدعاء.فكيف أهديها حسناتي بذنبي، وأنا أستطيع أن أُهديها أضعافًا مضاعفة بصلاتي، وبرّي بها، وصدقتي عنها، ودعائي لها بظهر الغيب؟أمي يا جنة الله في الأرض، يا روحًا أحيا بها، لكِ عليّ دين لا يُقضى، وفضل لا يُدرك.إن قصرتُ، فسامحيني، وإن قصّر عملي، فأسأل الله أن يرفع قدرك، ويكتب لك من حسناتي ما لا ينقطع، ببركة قول النبي ﷺ:"أنت ومالك لأبيك"، فكيف بأمٍّ جعل الله الجنة تحت قدميها؟فلأمي كل الحب، ولها كل الدعاء، ولها ما أملك من طاعاتٍ أجعلها في ميزان حسناتها.أما الغيبة، فحرام لا أهدي بها شيئًا، بل أهديها برًّا وإحسانًا، علّ الله أن يجمعني بها في جنات النعيم.الضمور تكتب: لو أهديت حسناتي.. لأهديتها لأمي
مدار الساعة ـ