كان لي شرف المشاركة في اللقاء الذي جمع حضرة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد المعظم، مع الفائزين بجائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي، في دورتها الثانية لعام 2024. لم يكن هذا اللقاء عادياً، بل كان محطة فارقة تجسد رؤية سموه الثاقبة في تمكين الشباب، وترسيخ ثقافة التطوع كأحد أهم الركائز لبناء مجتمع متماسك ومزدهر.

ما ميز هذا اللقاء هو عمق الحوار الذي دار بين سمو ولي العهد، حفظه الله، والفائزين، حيث لم يكن مجرد حديث بروتوكولي، بل نقاش عميق حمل في طياته إيماناً حقيقياً بدور الشباب وقدرتهم على صناعة التغيير. تحدث سموه عن التطوع، وأثره المباشر في صقل شخصية الشباب، وتعزيز وعيهم، وغرس قيم العطاء في نفوس طلبة المدارس والجامعات. كما أكد سموه على أهمية التشبيك والتكامل بين المؤسسات المختلفة لتوسيع دائرة الأثر وضمان استدامته.

لقد اطلع سموه على تجاربنا عن قرب، واستمع إلى التحديات التي واجهناها في مسيرة عملنا التطوعي، وكيف استطعنا أن نحول العقبات إلى فرص، وأن نحول الفكرة إلى إنجاز. كان حديث سموه ملؤه الفخر بما حققه الشباب، وفي الوقت ذاته دعوة لمواصلة الطريق بعزيمة أكبر وإيمان أعمق.

وخلال اللقاء، سنحت لي الفرصة أن أشارك سموه تجربتنا المتواضعة، وكيف لم يحالفنا الحظ في الدورة الأولى للجائزة، لكننا آثرنا أن نجعل من ذلك حافزاً للعمل بجد واجتهاد، حتى نلنا، في مؤسسة محافظتي للعمل التطوعي والتدريب، في الدورة الثانية للجائزة المركز الأول عن فئة أفضل فريق عمل تطوعي. تحدثت لسموه، حفظه الله، كيف علمتنا الجائزة أن التوثيق هو أساس الاستمرارية، وأن العمل التطوعي بناء متكامل يسهم في نشر الوعي وتعزيز قيم المواطنة الفاعلة.

لقد خرجنا من هذا اللقاء الطيب ونحن نحمل طاقة متجددة، وإحساساً عميقاً بالمسؤولية تجاه مجتمعنا. كلمات سمو ولي العهد، أطال الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية، كانت رسالة ملهمة بأن كل جهد صادق يجد أثره، وكل مبادرة صغيرة قد تتحول إلى بصمة كبيرة في مسيرة الوطن.

وأقولها بكل صدق جائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي، منصة وطنية ترعى الإبداع الشبابي، وتدفعنا جميعاً إلى مضاعفة الجهد، وتؤكد أن الأردن بقيادته الهاشمية كان وسيبقى الحضن الدافئ لكل طموح يسعى لخدمة الإنسان والمجتمع. شكرًا سيدي أمير الشباب على دعمكم الموصول، وتوجيه القائمين على إدارة الجائزة من وزارة الشباب ومؤسسة ولي العهد للتواصل الفعال وتمكين الفائزين. لقد أصبحوا بذلك قدوة ونموذجاً في العمل التطوعي، وقوة دافعة لإلهام المزيد من الشباب نحو العطاء الوطني في مختلف المجالات.