منذ اللحظة الأولى لانطلاق فعالية “طريق النصر” التي نظّمها الحرس الملكي الخاص بمشاركة نخبةٍ من وحدات القوات المسلحة الأردنية، كان المشهد مختلفاً ومهيباً.
بدأت الفرق بقراءة الفاتحة والتوكل على الله قبل أن تخطو أولى خطواتها نحو الميدان، في صورة تعبّر عن عمق العقيدة التي يحملها الجندي الأردني، عقيدةٌ تربّت على الإيمان قبل السلاح، وعلى النية الصافية قبل الحركة. وما إن انتهت العروض حتى اختتم المشاركون يومهم بلحظات سجود خاشعة شكرًا لله، تأكيدًا أن النصر لا يُصنع بالقوة وحدها، بل بالعقيدة واليقين. هكذا هو الجيش العربي، يبدأ بالبسملة وينتهي بالسجود، لأن إيمانه بالله هو سرّ ثباته وانتصاره.في مشهد يختصر حكاية وطن لا يعرف الانكسار، أطلقت القوات المسلحة الأردنية فعالية “طريق النصر” بتنظيم من الحرس الملكي الخاص، في عرض عسكري مهيب جسّد معاني القوة والانتماء والفداء. لم تكن الفعالية مجرد استعراض عسكري أو عرض احتفالي، بل كانت رسالة أردنية خالصة تقول إن هذا الوطن محروس برجال قسموا أن تبقى رايته مرفوعة، وإن من حملوا البندقية بالأمس ما زالوا يكتبون التاريخ اليوم بنفس الروح والعقيدة.مشاهد “طريق النصر” كانت أكبر من العرض وأعمق من المظاهر. كانت استعادةً لروح الثورة العربية الكبرى التي أنجبت هذا الجيش العظيم، واستذكاراً لأولئك الذين خرجوا من رحم الثورة فأسسوا مدرسة الشرف والتضحية التي سار عليها الأردنيون جيلًا بعد جيل. سلامٌ على أولئك الذين رسموا البداية بدمائهم، وسلامٌ على من واصلوا الطريق بنفس القسم والعهد.في تفاصيل العروض الميدانية، تبرُز صورة الجندي الأردني بأبهى معانيها: دقّةٌ في الأداء، انضباطٌ في الحركة، وشجاعة لا تُجارى. من لحظة الإنزال الجويّ إلى لحظة الاقتحام والسيطرة، من التشكيلات العسكرية المحكمة إلى التنسيق العالي بين الوحدات، بدا واضحًا أن الاحترافية ليست شعارًا في قاموس الجيش العربي، بل واقعٌ يوميٌّ يُمارس ويُطوّر باستمرار.لقد جاءت “طريق النصر” لتؤكد أن الجيش العربي الأردني ليس مجرد قوة عسكرية، بل هو عقيدةٌ وطنية متوارثة، تمتدّ جذورها إلى الثورة العربية الكبرى وتزهر كل يومٍ في ميادين الواجب. هي فعالية حملت في مضمونها مزيجًا من التاريخ والمستقبل، جمعت بين الأصالة والتطوّر، وأرسلت للعالم كله رسالة مفادها أن الأردن صغيرٌ بمساحته، كبيرٌ برجاله، راسخٌ في أمنه، وراسٍ في مواقفه كجبلٍ لا تهزّه الرياح.كل مشهدٍ من مشاهد “طريق النصر” كان كفيلاً بأن يزرع الفخر في قلوب الأردنيين. فحين ترى جنديًّا واقفاً بثبات تحت العلم، ويده مرفوعةٌ بالتحية، تشعر أن الوطن بأكمله خلف تلك اليد. وتشعر أن كل ذرة تراب في هذا البلد يعرف من يحرسه ومن يذود عنه. فهؤلاء الرجال لم يختاروا الزي العسكري للهيبة، بل للواجب. لم يقاتلوا حبًا بالحرب، بل حبًا بالحياة التي يعيشها الأردني آمنًا مطمئنًّا.إن “طريق النصر” ليست حدثًا عابرًا، بل فصلٌ جديد في رواية الجيش العربي، فصلٌ يُكتب بالعزيمة والعقيدة والإخلاص. هي شاهدٌ على أن الأردن، بقيادته الهاشمية وجيشه الباسل، ماضٍ بثقةٍ نحو المستقبل، ثابتٌ على قيمه، متمسكٌ بإرثه.سلامٌ على رجال الجيش العربي، على من خرجوا من رحم الثورة، وعلى من حملوا راية النصر جيلاً بعد جيل. وسلامٌ على وطنٍ لا يعرف الهزيمة، لأن في كل زاويةٍ منه يقف جنديٌّ يُقسم أن لا يمرّ الخطر إلا من فوق جسده. من هنا، من أرض الأردن، يبدأ طريق النصر، ومن هنا تبقى الحكاية الأردنية عنوانًا للعزّة التي لا تنتهي.القرالة يكتب: بدأوا بالفاتحة وانتهوا بسجود الشكر.. رجال الحرس الملكي في فعالية طريق النصر
محمد بسام القرالة
القرالة يكتب: بدأوا بالفاتحة وانتهوا بسجود الشكر.. رجال الحرس الملكي في فعالية طريق النصر
مدار الساعة ـ